موسكو- فهيم الصوراني ـ NPA
وسط صمت رسمي روسي بخصوص جدول أعمال اللقاء الثلاثي الروسي الأمريكي الإسرائيلي المرتقب في القدس، اهتمت الصحف الروسية بما يمكن أن يفضي إليه هذا اللقاء، الذي سيضم مدير جهاز المخابرات الروسي نيكولاي باتروشيف، وجون بولتون مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، ومئير بن شبات رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي.
ووفق تسريبات تتناولها صحف روسية فإن اللقاء الثلاثي سيبحث صفقة أمريكية تتضمن رفع العقوبات الأمريكية على سوريا والاعتراف بشرعية الرئيس بشار الأسد، مقابل أن تقوم موسكو بالمساعدة في تحجيم النفوذ الإيراني على الأراضي السورية.
كما يتوقع أن يتناول اللقاء بحث خارطة طريق لتسوية النزاع في سوريا وملف إعادة الإعمار.
ويشكل الاجتماع اختبارا جديدا لمقدرة واشنطن وموسكو على إحراز تفاهم في الملف السوري، بعد محاولات عدة باءت بالفشل نظراً للتباين الحاد بين الجانبين في مقاربة الأزمة السورية.
كما يشكل في بعده الآخر امتحانا لقدرة الطرفين التفاوضية في الحصول على الحد الأقصى من النقاط مقابل الحد الأدنى من التنازلات.
وفي الوقت الذي لا تخفي فيه واشنطن أملها بأن يسهم اللقاء الأمني المرتقب بين المسؤولين الثلاثة في بلورة نهج مشترك “أكثر فعالية” إزاء ما تصفه وحليفتها إسرائيل بخطورة الوجود الإيراني في سوريا، فإن هذا التفاؤل يقابله تشاؤم لدى شريحة واسعة من المراقبين الروس حيال استعداد وقدرة موسكو على تحقيق الرغبات الأمريكية والإسرائيلية في هذا السياق.
الخبير الروسي في الشؤون العربية أندريه اونتيكوف قال لـ”نورث برس” أنها ليست المرة الأولى التي تثار فيها مسألة تواجد القوات الأجنبية في سوريا، لكن مقاربة هذا الملف من كل طرف لم تكن ترضي الطرف الآخر.
اونتيكوف أعاد إلى الأذهان اتفاق بوتين-ترامب حول مناطق خفض التصعيد وانسحاب القوات غير السورية من كامل الأراضي السورية، والذي تضمن الإشارة إلى القوات الإيرانية، لكن موقف روسيا كان يشدد على أن يكون هذا الانسحاب طوعيا وبدون ضغوطات، كون القوات الإيرانية دخلت بطلب وموافقة الحكومة السورية، فضلاً عن استباق ذلك في كل الأحوال بانسحاب للقوات المقابلة، وعلى رأسها التركية والأمريكية، وطرد الجماعات المسلحة، كأساس للتسوية السياسية اللاحقة.
مهمة صعبة
واستبعد الخبير الروسي أن تنجح واشنطن في إقناع موسكو بممارسة وسائل الضغط الممكنة على الطرف الإيراني, موضحاً أنها لا تملك أساسا هذه الإمكانية، فضلا عن موقف الحكومة السورية الذي لا يمكن تجاهله في هذه المقاربة، بالإضافة إلى أن الكلمة الأخيرة في هذا الملف تعود للحكومة، الذي يشدد اونتيكوف على كونه سيادي بحت.
كما أوضح أن اللقاء سيفضي إلى حد أدنى، ولكن معقول، من التفاهمات، بحيث تؤخذ المخاوف الإسرائيلية بالحسبان، مقابل توقف تل أبيب عن “العمليات الاستفزازية” ضد قوات الحكومة السورية، لافتا إلى أنه لا يمكن لموسكو اتخاذ خطوات “تؤدي إلى تحجيم الدور الإيراني”، دون مقابل، يجعل من وجود القوات الإيرانية في سوريا، من وجهة نظر دمشق وموسكو، أمرا قد انتفت الحاجة إليه.