لاجئون عراقيون في مخيم الهول يرفضون العودة لبلادهم خوفاً من الحشد الشعبي
الحسكة – دلسوز يوسف – NPA
يرفض الآلاف من اللاجئين العراقيين القاطنين في مخيم الهول شرقي محافظة الحسكة السورية، العودة إلى بلادهم خوفاً من قوات الحشد الشعبي التي يصفونها بـ”الانتقامية”، وسط مطالبات من الحكومة المركزية بتوفير مناخ آمن لعودتهم.
ويقطن في مخيم الهول حالياً أكثر من /40/ ألف لاجئ عراقي، جاؤوا إلى سوريا في فترات متفاوتة عقب اجتياح تنظيم “الدولة الاسلامية” لمناطقهم عام 2014، ومع القضاء على تواجده عاد الكثيرون إلى ديارهم فيما تبقى أعداد منهم في المخيم.
ويتردد الكثير من اللاجئين بالعودة لبلادهم تخوفاً من قضية الاعتقال من قبل قوات الحشد الشعبي التي يتبعها ضد العائدين الذين يمتون بصلة قرابة مع من تورطوا في الانخراط ضمن صفوف “الدولة الاسلامية”، الذين غالباً ما يكون مصيرهم مجهولاً.
“نفضل حياة المخيم على السجون”
وبهذا الصدد، يقول اللاجئ العراقي (م ن) من قضاء صلاح الدين، الذي يقطن في مخيم الهول منذ عام ونصف العام: “نحن نريد العودة إلى العراق بأسرع وقت، لكن ميلشيات الحشد العشبي هي انتقامية، حتى لو لم يكن عليك أي شيء لن تعرف ما هو مصيرك”.
ويضيف: “الكثير من الناس حالياَ قامت بتسجيل أسمائها للعودة إلى العراق، لكن أعداد كبيرة ترفض فكرة العودة ويفضلون الحياة في المخيم على القضاء في السجون”.

منوهاً إلى أنه سمع أنباء من العراق، تفيد بأن قراراً أصدره الحشد تنص على اعتقال أفراد أعمارهم من /12/ سنة وما فوق.
ويرفض معظم اللاجئين العراقيين الحديث أمام الكاميرا خوفاً على أقربائهم الموجودين في العراق، أو من الاعتقال في حال العودة يوماً ما إلى بلادهم، كحال اللاجئ (ق ي) القادم من محافظة الأنبار، حيث يقول “كلنا نود العودة إلى ديارنا، لكن نتخوف من الاعتقال والمصير المجهول”، منوهاً بأن كل الادعاءات التي تروج لانتمائهم إلى تنظيم “الدولة” غير صحيحة.
ودعا (ق ي) السلطات العراقية بضرورة إعادتهم إلى ديارهم وتوفير مناخ آمن لهم.
العودة.. بعد العيد الفطر
ويضم مخيم الهول في القسم الذي يقطنه اللاجئون العراقيون، مجلساً تحت مسمى “مجلس مخيم الهول للاجئين العراقيين” الذي يدأب على تسيير أعمال اللاجئين الخارجية وإعادة الراغبين إلى ديارهم، وذلك بالتنسيق مع إدارة المخيم الذي تديره الادارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرقي سوريا.
وفي حديثه لـ”نورث برس”، يقول عدنان العبدالله، رئيس المجلس، حول أعمالهم لإعادة اللاجئين: “سابقاً كنا نقوم بتنظيم الرحلات إلى العراق كل يوم خميس، لكن بعد بدء المعارك في الباغوز وغيرها، أوقفناها إلى ما بعد انتهائها”.
وتابع: “بدأنا حالياً من الرقم /7/ آلاف إلى الرقم /40/ ألف، بتسجيل أسمائهم لإعادتهم، وستبدأ رحلات العودة بعد عيد الفطر”، موضحاً بأن عدد اللاجئين العراقيين في مخيم الهول يبلغ /41800/ لاجئ.

ولم يخفِ العبدالله تخوف اللاجئين من مسألة الاعتقالات في الجانب العراقي للعودة، مؤكداً بأنه لو يوجد ضمانات لن يتبقى لاجئ واحد في المخيم.
وبحسب العبدالله، إن الحكومة العراقية تنظر إلى كافة اللاجئين العراقيين في مخيم الهول بأنهم منتمين “للدولة الاسلامية”، مشيراً بأن وفداً من مديرية الهجرة والجوازات العراقية جاءت إلى المخيم قبل فترة، وقدم لهم ضمانات شفهية “كلام”، لكن ذلك “ليس ضماناً حقيقياً”، حسب قوله.
ويذكر بأن مدير منطقة الشرق الأوسط للجنة الدولية للصليب الأحمر فابريزيو كاربوني قال في شهر آذار/ مارس المنصرم، بأنه سيتم إعادة ما يقارب /20/ ألف لاجئ عراقي خلال أسابيع قليلة، ممن هم في مخيم الهول إلى ديارهم بموجب اتفاق مع الحكومة العراقية في بغداد.