حالة ترقب في إدلب لما ستؤول إليه أمورها عقب الانتخابات الأميركية

إسطنبول ـ نورث برس

واصلت روسيا ومن خلفها قوات الحكومة السورية، قصفها على تمركزات فصائل المعارضة المسلحة في منطقة إدلب.

وتستغل روسيا انشغال العالم بالانتخابات الأميركية لتحقيق مزيد من التقدم في إدلب، بحسب مراقبين.

ويرى المراقبون أن إدلب ستبقى ساحة لتصفية الصراعات بصرف النظر عن الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

ويقترب المرشح الديمقراطي جو بايدن إلى الرئاسة الأميركية من دخول البيت الأبيض بعد تحقيقه فوزين كبيرين في ولايتين رئيسيتين.

ويخوض الرئيس الجمهوري المنتهية ولايته دونالد ترامب حرباً قضائية حقيقية ضد منافسه بايدن.

ويترقب مهتمون بملف منطقة إدلب نتائج الانتخابات الأميركية، وكيف سيكون تأثيرها عقب إعلان الفائز على ملف المنطقة؟ وكيف ستتأثر أيضاً العلاقات مع تركيا اللاعب الرئيس في ملف إدلب؟.

وقال عبيدة أبو عمر، وهو صحفي سوري يقيم في فرنسا، إن “فوز بايدن قد يؤدي لحصول طهران على اتفاقات جديدة بما يخص برنامجها النووي وبالتالي فك الحصار عنها.”

وما سبق يتماشى مع الرغبة الأوروبية، “وبهذا ستكون يد إيران ممدودة من جديد في سوريا ولكن بقوة أكبر”، بحسب “أبو عمر”.

وفيما يتعلق بإدلب بشكل خاص، قال “أبو عمر”: هذا يتوقف على طبيعة العلاقة بين تركيا وأميركا، “وغالباً لن يتغير الأمر وتبقى إدلب ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية بغض النظر إن فاز ترامب أو بايدن.”

وقال مصدر مقرب من فصائل المعارضة السوري المسلحة لنورث برس، مفضلا عدم الكشف عن اسمه، إنه “بغض النظر عن اختلاف الرؤية السياسية لكل من الحزبين الأميركيين، فإن روسيا بإمكانها الاستفادة من انشغال أمريكا بالانتخابات وتنفيذ طموحات عسكرية في سوريا.”

وتتعلق تلك الطموحات، “بتمكين النظام السوري في مناطق جديدة في إدلب، وفي حال الفوز فهناك اعتقاد بأن بايدن والديمقراطيين سيتابعون سياسة أوباما في التقارب من إيران”، بحسب المصدر.

وأشار إلى أنه “إذا كان ثمة تصعيد ممكن فيحتمل أن يتم في هذا التوقيت لأن الأجواء الدولية سانحة والأميركيون منشغلون، وإيران وحزب الله يحاولان التصعيد لشن هجمات تبعد الأتراك مستغلين خلافات أنقرة مع أوروبا.”

وأما في المستقبل “فهذا متروك لما سوف تقرره الإدارة الأميركية الجديدة”، بحسب المصدر.

وحول الرد التركي المتوقع في حال زادت سرعة الأحداث بخصوص إدلب قال: إن “الرد التركي العنيف محتمل لاسيما مع إعادة التموضع الجديد لهم.”

ويعتقد المصدر، أن هناك فرصة لتركيا في حال تمكنت من تأمين طريق الساحل وتثبيت النقاط على جانبيه بقوة ثم فتحه دون أي عوائق، “فبهذا سوف تتجنب أي عملية عسكرية جديدة لكن في حال تأخرت فهنا ستحدث المصيب.”

وعن التوقعات بعملية عسكرية مرتقبة من روسيا والحكومة السورية باتجاه إدلب قال: إن “هذا الأمر يتوقف على عدة نقاط.”

ومن هذه النقاط “تمكن أنقرة من تأمين وفتح الطريق، فشل مساعي إيران والنظام السوري في التصعيد، وعدم وجود تفاهم ضمني يتعلق بتبادل مناطق بين روسيا وتركيا”، بحسب المصدر المقرب من الفصائل المسلحة.

إعداد: سردار حديد ـ تحرير: معاذ الحمد