بعد عامين على “التسويات”.. عمليات الاغتيال في درعا تتصاعد

دمشق – نورث برس

بعد مرور نحو عامين على عمليات “المصالحة” أو “التسوية” في محافظة درعا جنوبي سوريا، بضمانة روسية، ما يزال الوضع الأمني يبدو هشاً وسط تصاعد عمليات الاغتيال.

وفي الوقت الذي ترى فيه الحكومة الحلَّ في عملية أمنية تنهي حالة عدم الاستقرار، يعتقد معارضون أن الوضع المأزوم هو جزء من أزمة سوريا عموماً. 

وكان النظام قد بدأ “مصالحات” برعاية روسية في مناطق درعا وأريافها الشرقية والغربية بعد سيطرته عليها نهاية شهر يوليو/تموز عام 2018.

عمليات اغتيال

وكانت وتيرة عمليات الاغتيال في محافظة درعا قد ازدادت مؤخراً لتصبح شبه يومية.

وتطال عمليات الاغتيال التي تُنفَّذ بشكل شبه يومي، عناصر القوات الحكومية والخاضعين للمصالحات على حدٍّ سواء، ما يُبقي الباب مفتوحاً بخصوص مصير الوضع الأمني في المنطقة.

ووثّق موقع “درعا 24” سقوط ما لا يقلّ عن 37 قتيلاً في درعا خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بينهم 11 مدنياً  و26 آخرون؛ أغلبهم من عناصر الفصائل المحلية الخاضعة للتسوية والمصالحة.

ففي التاسع والعشرين من الشهر الفائت، اغتال مسلّحون مجهولون حسن الزعبي من بلدة الغارية ومحمد عبد الله حمدان من منطقة الشياح، اللذين كانا يعملان عقب التسوية لصالح الأمن العسكري.

وفي الرابع عشر من الشهر نفسه، قُتل أدهم أكراد، عضو لجنة التسوية، بينما شهد الأسبوع الفائت مقتل رئيس مجلس مدينة الصنمين، عبد السلام الهيمد.

“القرار بيد الروس”

وقال كمال الجفا، وهو خبير عسكري مقيم في مدينة حلب، إن الوضع في جنوبي سوريا غير مستقر، وإن “موضوع التسويات والمصالحات في محافظة درعا  ما زالت بيد الجانب الروسي.”

وأضاف لنورث برس، أن روسيا وضعت خطوطاً حمراء على الكثير من العناصر، وأعطت وعداً لإسرائيل بمنع الاقتراب منها أو ملاحقتها، ما وفَّر حماية لهذه الشخصيات.

ويرجّح “الجفا” أن “تستمر الملاحقات الأمنية” في درعا، بينما منعت روسيا مراراً قيام القوات الحكومية بشنِّ أي عملية عسكرية هناك.

ويرى “الجفا” أن البيئة الحاضنة في الكثير من مناطق درعا ليست داعمة للحكومة السورية.

فالإدارات المحليّة والأمنية والحزبية فشلت في إدارة الملف وإعادة اللحمة بين الناس، “لذلك لا يمكن لآلياتها المتبعة أن تنهي الوضع الشاذ.”

 ويعتقد أن من الضروري تغيير الحكومة لآلية تعاطيها مع ملف درعا من خلال ممارسة سياسة تجمع بين القسوة والمرونة، عبر “استخدام سياسة العصا والجزرة مع وضع حدٍّ لأمراء الحرب.”

ولفتَ الخبير العسكري إلى ضرورة مراعاة وضع مرجعيات مسؤولة وعلى قدر من الاحترام شعبياً.

تعهدات مخادعة

وقال الدكتور فايز القنطار، وهو أكاديمي يقيم في فرنسا، إن التجربة أثبتت أن “المصالحات” لا تحمل شيئاً من اسمها، “هي خدعة كبرى من جانب الحكومة وروسيا للسيطرة وفرض إرادة النظامين.”

وأضاف في حديثٍ لنورث برس: ” النظام لا يؤتمن جانبه لأنه لا يحترم أيَّ تعهد.”

ويرى “القنطار” أن لا حلَّ مع بقاء “النظام” الذي يتعامل مع الشعب السوري “كعبيد أو قطيع ولا يأخذ مصالح  وحقوق هذا الشعب بالحسبان.”

وكذلك حال الضامن الروسي الذي أسهم في ما وصلت إليه الأوضاع  في سوريا من عنف وقتل، بحسب “القنطار”.

إعداد: أوس حمزة – تحرير: حكيم أحمد