تفاح السويداء.. موسم يواجه عراقيل تسويقية بسبب غياب الخطط الزراعية

السويداء – نورث برس

وقال نسيب فريحات (74 عاماً)، وهو مزارع تفاحيات من السويداء يمتلك /30/ دونماً في منطقة ظهر الجبل، إن التسعيرة الحكومية المحددة عاجزة عن تغطية تكاليف العناية بالأشجار طيلة أشهر.

 وأضاف لنورث برس، أن ثمن التفاح المُباع “للضمّانة” أو الحكومة منخفض ولا يُقارن مع تكاليفه العالية.

وتحتاج شجرة التفاح حتى تثمر بشكل جيد إلى تقليم وفلاحة ورش مبيدات لمكافحة الأمراض الحشرية والفطرية.

واشتكى مزارعو التفاح هذا العام من مبيدات منخفضة الفعالية اضطروا لشرائها بعد فقدان الأصناف الأجنبية التي اعتادوا عليها من الأسواق.

وكانت اللجنة الزراعية المختصة بتحديد سعر شراء التفاح والتابعة لاتحاد الفلاحين قد حددت، في الـ/16/ من حزيران/يونيو الماضي، تسعيرة شراء كيلو التفاح “دوغمة ” بـ/390/ ليرة سورية.

واشتكى سمير زويهد (47 عاماً)، والذي يعمل في قطاف مواسم التفاح، من غياب الدعم الحكومي للمزارعين والعمال الزراعيين.

وأضاف: “منّا نعيش”، في إشارة إلى تدهور الأوضاع المعيشية للعاملين في القطاع الزراعي.

 وتضم محافظة السويداء ما يقارب ثلاثة ملايين و/980/ ألف شجرة تفاح، تتوزع على /16,500/ هكتار من الأراضي الواقعة إلى الشرق من مدينة السويداء، في مناطق ظهر الجبل، وعرمان، وسالي، وقنوات، وبوسان.

وتعتمد عائلات كثيرة في السويداء على مواسمها الزراعية لتأمين احتياجاتها المعيشية وسط الوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد.

وقال مرهج خلف (40 عاماً)، وهو تاجر تفاح (ضمّان) لحقول منطقة ظهر الجبل، إنه لا يستطيع عرض أسعار تناسب التكاليف “الباهظة” التي قدمها المزارع.

وأضاف لنورث برس: “ثمن عبوة  الفلين أصبحت /500/ ليرة سورية بعد أن كانت /50/ ليرة، وسعر الصندوقة نصف حقلية صار /1300/ ليرة والحقلية منها بألفي ليرة سورية.”

وعلّل “خلف” عروض التجار غير المرضية للمزارعين بتكاليف التبريد والتسويق، وأسعار الوقود المرتفعة، وانخفاض القدرة الشرائية في الأسواق.

ورأى أن الحلول لا بُدَّ أن تكون عبر دعم حكومي يشمل المزارعين والعمال والمنتجين  والمستهلكين.

وقال أيضاً إن تخفيض أسعار مادة المازوت ودعم مسوّقي التفاح وخلق أسواق خارجية  لتصدير جزء من الإنتاج، هي أولى الخطوات على طريق دعم إنتاج التفاح.

من جانبه، قال مصدر من مديرية زراعة السويداء، طلب عدم الكشف عن هويته، إن الغرفة الزراعية بالسويداء تتشارك كل عام مع الغرفة التجارية ومديرية حماية المستهلك ومديرية التفاحيات لتحديد تسعيرة التفاح بكل أنواعه وأحجامه.

لكن ما يحصل هو وضع أسعار ودراسة التكلفة بالمقارنة مع سعر صرف الدولار الأميركي في البنك المركزي والذي يبلغ /1250/ ليرة سورية، وهو ما يجعل الدراسة لا تمت للأسعار الحقيقية في الأسواق بصلة، بحسب المصدر نفسه.

إعداد: سامي العلي – تحرير: حكيم أحمد