مستشارة سابقة في البيت الأبيض تحذر من تصريحات ترامب بشأن سد النهضة
القاهرة – نورث برس
حذرت باحثة أميركية بارزة في الدراسات الإفريقية، ومستشارة سابقة في البيت الأبيض، الأحد، من تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن سد النهضة الإثيوبي.
وجاء ذلك خلال ندوة أقيمت في إسرائيل عبر الإنترنت بحضور مسؤولين وسفراء أفارقة في إسرائيل وأكاديميين وباحثين إسرائيليين، بحسب وكالة الأنباء الإثيوبية “إينا”.
ودخلت أزمة سد النهضة الأثيوبي منعطفاً جديداً، بعد التصريحات الأميركية الأخيرة التي تشكل ضغطاً مباشراً على أثيوبيا.
وأعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن غضبه من موقف أديس أبابا وتراجعها عن توقيع الاتفاق في شباط/ فبراير الماضي برعاية أميركية.
وقال إن القاهرة قد تضرب السد عسكرياً، على رغم أن الجانب المصري لم يتحدث رسمياً عن ذلك الخيار وأعلن تمسكه بمسار المفاوضات.
“مشكلة أكبر”
وقالت ميشيل غافين إحدى كبار الباحثين في الدراسات الإفريقية في مجلس العلاقات الخارجية، ومستشارة البيت الأبيض لشؤون الأمن سابقاً، “إن خطاب الرئيس دونالد ترامب الخطير تجاه إثيوبيا مؤشر على مشكلة أكبر”.
وأضافت أن تصريح الرئيس “غير المدروس مروع وهو أحدث مثال على أخطاء إدارة ترامب في أفريقيا”.
وألقت ميشيل باللوم على الرئيس ترامب بقولها: “إن فكرة التحريض على الحرب في القرن الإفريقي ذي الأهمية الاستراتيجية خطرة”.
وصرحت بأن فكرة الولايات المتحدة أن تقنع إثيوبيا في الموافقة على الصفقة “هو هراء تاريخي، وقراءة خاطئة للطموح التنموية بالنسبة لأديس أبابا وإهانة في جميع أنحاء القارة.”
ولكن الأسوأ من ذلك بالنسبة للباحثة التي سبق وعملت مستشارة للبيت الأبيض لشؤون الأمن، هو أن “الرئيس يبدو غافلاً تماماً عن مصالح الولايات المتحدة في إثيوبيا”.
وقالت إن واشنطن وأديس أبابا تربطهما “منذ فترة طويلة علاقات استراتيجية وأن إثيوبيا مستقرة وناجحة وهو أمر بالغ الأهمية لأمن المنطقة وجزء مهم للعلاقات التعاونية في تبادل المنفعة بين الولايات المتحدة وإفريقيا في المستقبل.”
من جانبه، صرح سفير إثيوبيا لدى مصر ماركوس تيكلي بأنه “من المبكر اعتبار أن المفاوضات فشلت” بشأن سد النهضة.
“لا تستهدف التفاوض”
وشدد على أن بلاده “لا تستهدف التفاوض إلى الأبد”.
وقال السفير، الذي تسلم منصبه في نهاية آب/أغسطس الماضي، في تصريحات لصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية نشرتها اليوم الأحد: ”لا نزال نؤمن بالتفاوض، ونتمسك بموقفنا المتسق في هذا الصدد، ونفترض أن الاتحاد الإفريقي سيمضي في دوره في إدارة جلسات التفاوض.”
وأضاف: “لكننا نفضل دور الاتحاد الإفريقي كمدير لجلسات الحوار، وليس كوسيط”.
وأعرب عن إيمانه بأنه باستطاعة إثيوبيا ومصر والسودان مناقشة القضايا المعنية فيما بينهم وتسوية خلافاتهم.
وقال عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، لنورث برس: بعد تصريحات ترامب ودعوة الاتحاد الإفريقي، “أصبحنا الآن في انتظار دعوة السودان إلى عقد جلسات للوصول إلى الاتفاق النهائي في مفاوضات سد النهضة خلال الأيام المقبلة.”
“سيناريوهات مختلفة”
وشدد “شراقي” على أنه قبيل تصريحات الرئيس الأميركي كانت هناك حالة صمت تجاوزت الشهرين، وطيلة الشهرين الماضيين كان يمكن الحديث عن عدة سيناريوهات مختلفة.
ولكن الآن السيناريو العملي، بحسب “شراقي” وهو خبير دولي أيضاً، هو “استكمال المفاوضات” بعد دعوة الاتحاد الإفريقي الأخيرة.
أما عن سيناريوهات المفاوضات نفسها، فشدد أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، على أن “المفاوضات إن نجحت فسوف يكون هناك اتفاق ويتم التوقيع عليه، في ظل مساعي الاتحاد الأفريقي مع الدول الثلاث للتوصل إلى اتفاق.”
وفي حال “فشلت” هذه المفاوضات، “سوف يعلن الاتحاد رسمياً عدم التوصل لحل، ويحيل تقريره إلى مجلس الأمن”، بحسب الخبير الدولي.