إدلب: الألغام الأرضية ومخلفات الحرب تهدد حياة مزارعين في الريف الجنوبي

إدلب – نورث برس

ما تزال الألغام الأرضية ومخلفات الحرب تشكل تهديداً كبيراً لحياة المزارعين في منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، شمال غربي سوريا.

 كما وتحرم الألغام مزارعين من استثمار أراضيهم أو تفقدها، إذ تسببت بمقتل وجرح عشرات المدنيين خلال الأشهر القليلة الماضية.

وقال طارق العلي، وهو أحد سكان ريف إدلب، لنورث برس، إن “حوالي عشر حوادث انفجار ألغام وقعت في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي خلال الأشهر القليلة الماضية.”

وأشار إلى أن لغماً أرضياً، انفجر في الأراضي الزراعية بالقرب من بلدة كنصفرة جنوبي إدلب، أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين بينهم طفل، وذلك أثناء عملهم في الأراضي الزراعية منتصف الشهر الفائت.

تلاها مقتل مدني وإصابة آخر بانفجار مشابه في الأراضي الزراعية لبلدة البارة في ريف إدلب الجنوبي مطلع الشهر الفائت، بحسب “العلي”.

وقالت سميرة اليوسف (31 عاماً)، وهي أرملة وأم لطفل في الثانية عشرة من العمر تقطن بلدة بليون بجبل الزاوية، إنها “فجعت” بوفاة زوجها وطفلها الصغير إثر انفجار لغم أرضي بهما أثناء عمل الأب في الأراضي الزراعية بالقرب من بلدة كنصفرة جنوب إدلب.

 وأضافت أن ذلك حدث حين عودتها برفقة شقيقها من مدينة إدلب في الـ 13 من شهر تموز الفائت، “التاريخ الذي لن يمحى من ذاكرتي.”

وتمكن عناصر “الدفاع المدني” من توثيق مقتل أحد عشر شخصاً نتيجة انفجار ألغام في جبل الزاوية.

وقال أحمد شيخو، وهو مسؤول الدفاع المدني في المنطقة الوسطى، إنهم تمكنوا منذ تشكيل فرقة إزالة الذخائر عام 2016 حتى اليوم من إزالة 23322 عنصراً متفجراً، بينها أكثر من عشرين ألف قنبلة عنقودية وأكثر من ستمئة قنبلة تم إزالتها منذ نهاية نيسان 2019 حتى اليوم.

وبحسب احصائيات “المعهد السوري للعدالة والتوثيق”، وهو معهد متخصص بتوثيق الانتهاكات وجرائم الحرب في سوريا، إن عدد ضحايا الألغام ومخلفات الحرب في سوريا منذ عام 2016 وصل إلى 1552 مدنياً في مختلف أنحاء البلاد.

في حين تبقى أرقام المصابين الذين فقدوا أحد أطرافهم جراء انفجار هذا النوع من الأسلحة غير متوفرة بشكل دقيق إلى اليوم، نتيجة صعوبة تتبعها من قبل الجهات الحقوقية العاملة في سوريا، بحسب ناشطين في توثيق هذه الحوادث.

وقال الحاج ياسر الجنيد، وهو من سكان جبل الزاوية، لـ “نورث برس” إنه لم يزر أرضه الزراعية بالقرب من بلدة البارة منذ نحو شهرين، وذلك بعد فقدان أحد أقاربه حياته بانفجار لغم أرضي فيها أثناء عمله على حراثتها.

أما “أم أنس”، كما عرفت عن نفسها، وهي سيدة من سكان بلدة كنصفرة جنوب إدلب، فقالت إن عائلتها تعتمد في معيشتها على موسم الأرض، وكان زوجها يذهب لتفقد أرضه رغم المخاطر.

وأضافت أنه لعدة مرات لم يتعرض للأذى، لكنه في المرة الأخيرة سلك طريقاً مغايراً ولم يعبأ بتحذيرات سكان المنطقة.

وفقد “أبو أنس” من بلدة كنصفرة حياته نتيجة انفجار لغم أرضي خلال عمله في أرضه القريبة من خطوط التماس مع قوات الحكومة السورية بريف إدلب الجنوبي.

إعداد: براء الشامي – تحرير: حكيم أحمد