تركيا تتهم روسيا بزعزعة الاستقرار في إدلب

إسطنبول ـ نورث برس

اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأربعاء، روسيا أنها تسعى لزعزعة الاستقرار في منطقة إدلب شمال غربي سوريا.

وقال أردوغان في كلمة له أمام الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة، إن “استهداف روسيا مركزاً لتأهيل الجيش الوطني السوري في إدلب، مؤشر على عدم دعمها للسلام الدائم والاستقرار بالمنطقة.”

والاثنين، شنت طائرة حربية روسية غارة جوية طالت معسكراً تدريبياً لفيلق الشام وأسفرت عن مقتل نحو /80/ عنصراً وجرح آخرين، في جبل الدويلة بمنطقة كفر تخاريم شمال غربي إدلب.

وأثار تصريح أردوغان العديد من التساؤلات فيما إذا كانت التطورات ذاهبة باتجاه التصعيد بين الطرفين الروسي والتركي أم أن الأمور ستقف عند الحد بعد أن تلقت تركيا الرسالة الروسية على الأرض السورية.

وقال سامر إلياس، وهو محلل سياسي مختص بالشأن الروسي، إن “أردوغان أراد إيصال رسالة واضحة إلى موسكو بعد مباحثاته قبلها بيوم مع الرئيس فلاديمير بوتين.”

وناقش أردوغان خلال تلك المباحثات جملة من القضايا من ضمنها ليبيا والأوضاع في أذربيجان والأوضاع في سوريا، حسب بيان الكرملين.

وأضاف “إلياس” لنورث برس: أن “الجانبين باتا مشاركين أساسيين في /3/ صراعات كبرى في ليبيا وهناك تقدم واضح في هذا الموضوع حسب الدلالات والشهادات من الجانبين.”

لكن هناك عقدة مهمة في إقليم قره باغ، بحسب المحلل السياسي، “حتى الآن الجانب الروسي يدعم الوقف السريع للعمليات القتالية.”

و”يخشى من تطور الأوضاع إلى حرب إقليمية وحريق يمكن أن يمتد إلى القوقاز الجنوبي أو القوقاز الروسي لأن أذربيجان وأرمينية متاخمتان لحدود روسيا الجنوبية”، بحسب “إلياس”.

وروسيا توافق على دور لتركيا بضوابط ومعايير تبقي موسكو المهيمنة في هذه المنطقة، وفق ما أشار المحلل السياسي.

وأرجع “إلياس” الضربة الجوية الروسية في إدلب، لعدة أسباب منها، تعثر في المباحثات بين الطرفين، “خاصة وأن وفداً تركياً زار موسكو الأسبوع الماضي وتم بحث الملفين الليبي والسوري مع المسؤولين الروس.”

وأشار إلى أنه “ربما تكون الضربة الروسية رسالة لتركيا بأنه يمكن أن نستهدف الأطراف القريبة منك حتى في داخل إدلب، رداً على نقل تركيا مجموعات من المقاتلين من سوريا إلى إقليم قره باغ.”

وأشار بيان الكرملين إلى أن الجانبين اتفقا على مواصلة التعاون استخباراتياً وعسكرياً ودبلوماسياً من أجل تسويات وتفاهمات فيما بينهما خاصة فيما يتعلق بالملف السوري.

وقال سليم الخراط الذي يشغل منصب الأمين العام لحزب التضامن الوطني الديمقراطي، إن “التحركات المريبة لتركيا في إدلب سيكون سبباً متوقعاً أن يؤدي إلى تصعيد قادم بين الطرفين الروسي والتركي.”

ويأتي ذلك بحسب “الخراط”، نتيجة للتعنت التركي في تحقيق ما هو مطلوب منه ضمن الاتفاقات المبرمة ما بين الطرفين، والتي تمت في أستانا وسوتشي، والتي التزم وتعهد بتحقيقها تباعاً.

والضربة الجوية الروسية ما هي، بحسب “الخراط”، إلا من باب التفاعل العملي الميداني الروسي ضد المواقف التركية.”

وأشار إلى أن هذه الضربة “ليست إلا رداً استراتيجياً ميدانياً روسياً، ما يؤكد ويؤشر لعدم التزام تركيا بالاتفاقات ولا بدعمها لتنفيذها كما تدعي.”

وبدأت القوات التركية، الخميس، عملية إخلاء نقطة المراقبة العاشرة في شير مغار بجبل شحشبو بريف حماة الغربي.

وجاء ذلك بعد أيام من إخلاء النقطة التركية التاسعة في بلدة مورك شمال حماة.

وقال “الخراط”: “بالمحصلة الانسحاب التركي بدأ وسيتم كاملاً خلال الأشهر القليلة القادمة.”

إعداد: سردار حديد ـ تحرير: معاذ الحمد