أطفال في بلدة جل آغا بريف قامشلي تركوا المدرسة وتوجهوا لتعلم المهن

جل آغا – نورث برس

ينشغل أحمد العبدالله (13 عاماً)، وهو تلميذ من بلدة جل آغا (الجوادية) بريف قامشلي شمال شرقي سوريا، هذه الأيام، بتعلّم حرفة كهرباء السيارات بعد أن ترك دوامه المدرسي وقرر إيقاف تعلّمه.

يقول إنه نال موافقة والده وإنه “سعيد” بعمله “لأننا سبعة أخوة والحياة صعبة.”

وتزايدت نسبة التسرّب الدراسي في بلدة جل آغا وريفها لتلاميذ التحقوا بأسواق العمل أو دفعهم أولياؤهم لتعلّم حرفة في الأسواق وسط ظروف لا تناسب أعمارهم.

عبدالله (13 عاماً)، هو طفل آخر من أهالي ريف جل آغا، جاء إلى البلدة ليتعلم حرفة التمديدات الصحية، قال: “سأعود للدراسة لاحقاً الآن سأتعلّم مهنة.”

لكنه أضاف: “أنصح رفاقي الذين يدرسون إذا كانوا مجتهدين أن يتابعوا دراستهم ليبنوا مستقبلهم.”

ويبلغ العدد الإجمالي  لطلاب مدارس ناحية جل آغا وريفها /9567/ طالباً، منهم /7267/ طالب في المرحلة الابتدائية و/1268/ في الإعدادية و/572/ في الثانوية.

 كما يصل عدد المتسرّبين من المدارس هذا العام إلى /750/ طالباً، بحسب البيانات المتوفرة لدى لجنة إدارة المدارس في جل آغا.

أما حسين العليوي (22عاماً)، وهو نازح من حلب يعيش في ناحية جل آغا منذ خمسة أعوام، فرأى أن المهن الصناعية لا تناسب أولئك الأطفال.

ولأنه خاض التجربة سابقاً وعانى منها، فينصح التلاميذ والطلبة بإتمام دراستهم، وتعلّم الحرف بعد سنِّ العشرين.

وعلل موسى الحسين (40 عاماً)، وهو من سكان بلدة جل آغا، ترك اثنين من أبنائه للمدرسة بظروفه المعيشية المتردية.

“لدّي ستة أطفال، أربعة منهم في المدرسة وأنا المعيل الوحيد لهم، مردود محليّ الضعيف جعلني أمام خيارين، إما تعليمهم أو إطعامهم.”

ولفت “الحسين” إلى أنه يدفع أجرة السكن والمحل ويتحمّل مشقة تأمين احتياجات العائلة، ما يجعله يحتاج لعمل شهر كامل لتجهيز طفل واحد للمدرسة.

وأضاف لنورث برس: “الدفتر بألف ليرة عدا عن اللباس والأحذية والحقائب والمستلزمات الأخرى، لست سعيد بما فعلته.”

لكن الأب يشعر بالندم والحسرة، “يحترق قلبي عليّهم لأنّهم كانوا مجتهدين وعملهم معي يفوق طاقتهم.”

وقال هاني المحمود، وهو إداري في لجنة مدارس جل آغا، إن التعليم مجاني وإلزامي حسب مقررات هيئة التربية في الإدارة الذاتية ونظامها الداخلي.

لكن غياب آلية للمحاسبة يفسح الطريق أمام تسرّب التلاميذ.

ولفتَ الإداري إلى أن بعض أهالي التلاميذ يتذرعون بعدم اعتراف الحكومة السورية بوثائق التعليم الصادرة عن الإدارة الذاتية. 

لكنه رأى أن توفّر كليات جامعية وفرص توظيف محلية يفنّد هذه الذريعة.

وتعتمد لجنة المدارس على حملات توعية للتلاميذ وأوليائهم بهدف الحدِّ من التسرّب الدراسي وعدم التوجه لسوق العمل في سنٍّ مبكّرة.

إعداد: سلام الأحمد – تحرير: حكيم أحمد