أصوات العرب والمسلمين في ولاية ميشيغان قد تحسم سباق الرئاسة الأميركية

واشنطن – نورث برس

كان من مفاجآت ترامب في انتخابات العام ٢٠١٦ أنه فاز في ولاية ميشيغان التي تضم عاصمتها “ديترويت” أكبر نسبة عرب أميركيين في الولايات المتحدة.

 ورغم أن هناك أسبوعاً يفصل عن يوم الانتخابات، إلا أن أكثر من مليون ونصف من سكان ولاية ميشيغان أدلوا بأصواتهم في الانتخابات حتى الآن.

ومع تصاعد التوقعات بازدياد نسبة مشاركة العرب في الولاية بالانتخابات مقارنة بالعام 2016، تذهب الترجيحات أيضا إلى احتمالية أن يلعب الصوت العربي دوراً حاسماً في ترجيح كفة الفوز لأحد المرشحين.

في انتخابات عام ٢٠١٦، وكحال العديد من العرب في ميشيغان لم يشارك أحمد حسن خليل، اللبناني الأصل، ذلك أنه “لم يكن يحب سياسات هيلاري كلينتون ولم يكن ليصوت لدونالد ترامب.”

ولكنه يقول لنورث برس إنه سيخرج للمشاركة وسينتخب جو بايدن هذا العام، “لأن بايدن وأوباما أنقذا اقتصاد ميشيغان بعد الأزمة المالية التي ضربت العالم عام ٢٠٠٨.”

ويضيف “خليل” أنه لا يريد أن يرى ترامب في البيت الأبيض لأربع سنوات قادمة.

وعادة ما يحاول المرشحون للمناصب المحلية في الولاية مغازلة الصوت العربي وجذبه.

لكن ما قد يعزز من نسبة المشاركة العربية هو أن هناك عدد من المنظمات العربية بادرت ومنذ نحو عامين إلى إطلاق مبادرات في ميشيغان بهدف جعل الصوت العربي فيها أكثر فاعلية.

وكانت منظمة “ACCESS”قد أطلقت مع متطوعين أكثر من /١٠٠/ برنامج في أكثر من /١١/ موقعاً في الولاية لتمكين العرب من المشاركة في الانتخابات.

الطبيب هادي ح، وهو من أصل عربي، كان يشارك في جميع الانتخابات بميشيغان، ويود أن يرى المجتمع العربي والمسلم أكثر فاعلية ومشاركة في الانتخابات الأميركية.

ويقول لنورث برس إن من شأن المشاركة العربية تعزيز ثقافة التواصل بعمق أكبر بين المجتمع المسلم الأميركي وباقي المجتمعات في أميركا.

ولا يخفي الطبيب استياءه عن عزوف آلاف العرب والمسلمين الأميركيين عن المشاركة في الانتخابات، “ما يمنعهم من التأثير في سياسات البلد التي هم جزء منها.”

ويشير “هادي” أيضا إلى أهمية المبادرات الجديدة التي بدأت بتفعيل أصوات المجتمع العربي والمسلم في ميشيغان وبدأت تحفّز المزيد منهم على المشاركة في الانتخابات.

ومع أمس الإثنين، بدأ الأسبوع الأخير في حملة الدعاية الانتخابية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن في وقت تزايدت فيه الإصابات بفيروس كورونا في البلاد.

ورغم تقدم بايدن بفارق ملحوظ في استطلاعات الرأي على مستوى البلاد، فإن المواقف تبدو أكثر تقارباً في أشد الولايات حساسية مثل فلوريدا وبنسلفانيا.

لكن سامر خ، الأميركي من أصول عربية يرى أنه لا يمكن لمرشح للرئاسة الأميركية أن يكسب صوت العربي لمجرد أنه منافس لترامب.

ويضيف لنورث برس أن العربي يحتاج أن يسمع من المرشح عن سياسات تمحي القوانين العنصرية ضد المجتمعات العربية والمسلمة وسياسات تحسّن البنية التحتية في الولاية.

ويشير سامر إلى أن مكافحة الفساد وتبني سياسات مشجعة تنهي الصراعات في الشرق الأوسط بطريقة إنسانية ومستدامة، هي أيضاً ما يمكن أن يحفز العربي على التصويت والمشاركة.

فترامب، حسب سامر، كان يتدخل في صراعات الشرق الأوسط معتمداً على العقوبات القاسية التي يدفع ثمنها الشعوب ولا يتأثر بها الحكام.

ويضيف، “أحتاج أن أسمع وعود حقيقية من المرشّحين فيما يتعلّق بهذه الملفات لكي أحسم موقفي.”

ويشير سامر إلى أن المشكلة التي تواجه المرشحين، “هي أن الحديث بجرأة عن تحقيق العدالة الاجتماعية للمجتمعات المسلمة ليس أمراً جاذباً لهم للخوض فيه.”

أما أسامة ب، فيبدو متفائلاً بشدة في انتخابات هذا العام ويعتقد أن الشباب ذوي الأصول العربية والمسلمة سيحدثون فارقاً كبيراً لصالح المرشّح الديموقراطي جو بايدن.

ويضيف أن بعض العرب والمسلمين من ميشيغان صوتوا لترمب في العام ٢٠١٦ ولكنهم سئموا من فشله في معالجة الكثير من الملفات وفي مقدمتها ملف التوتر العرقي الذي تعاني منه الولاية.

 كما أن ملف انتشار فيروس كورونا، بحسب أسامة، والذي عانت منه الولاية بعدما وصلت إلى مرحلة لم تعد فيها المشافي كافية لاستيعاب الإصابات المزمنة بالفيروس، قد يصب أيضا في صالح بايدن.

ورأت صحيفة واشنطن بوست الإثنين، أن فوز بايدن في أريزونا وميشيغان وبنسيلفينا قد يمكّنه من الفوز بالمجمّعات الانتخابية التي يحتاجها للوصول إلى البيت الأبيض.

 وأضافت الصحفية أن ذلك قد يمكّن الأميركيين من معرفة نتيجة الانتخابات في وقت مبكّر وقد يكون ذلك خلال /٢٤/ ساعة بعد أول يوم  من الانتخابات التي ستجرى في الثالث من الشهر القادم.

إعداد: هديل عويس- تحرير: جان علي