سياسيون سوريون يقللون من أهمية الاتصالات الأميركية-السورية السرية: لخدمة ترامب انتخابياً
دمشق – نورث برس
قلل سياسيون سوريون من أهمية الزيارة السرية التي قام بها وفد أميركي إلى دمشق، قائلين إن توقيت الإعلان عنها تكتيك داخلي يعكس رغبة إدارة ترامب بتحسين وضعه انتخابياً.
فيما رأى آخرون أنها مهمة وأنها أبقت الباب موارباً لدمشق .
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية قد كشفت مؤخراً عن أن نائب مساعد الرئيس الأميركي ومدير مكافحة الإرهاب، كاش باتل، و المبعوث الخاص للرئيس الأميركي لشؤون المخطوفين، روغر كارستينس، قد زارا دمشق سراً.
وبحسب وول ستريت جورنال، فإن الزيارة تضمنت اجتماعات سرية للإفراج عن مواطنين أميركيين اثنين يعتقد أنهما محتجزان لدى السلطات السورية.
اتصالات مهمة
واعتبر محمود مرعي، الأمين العام لهيئة العمل الوطني والمقيم في دمشق، الاتصالات الأميركية-السورية المباشرة أو عبر الأمين العام للأمن اللبناني اللواء عباس إبراهيم “مهمة”.
وقال لنورث برس : “سوريا طالبت برفع العقوبات وإنهاء الاحتلال، إضافةً الى وقف مصادرة وسرقة النفط السوري والموارد الأخرى.”
“مرعي” أيّد من حيث المبدأ هذه الاتصالات والحوار بين الدولتين: “نريد أن نصل إلى حل، الشعب السوري يعاني الأمرين.”
هدف انتخابي
لكن منى غانم، القيادية السابقة في تيار بناء الدولة السوري والمقيمة حالياً في الدانمارك، رأت هذه الاتصالات مفيدة لترامب على الصعيد الداخلي مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية.
“حيث يعمل لكسب ودِّ ناخبيه عبر استعادة المفقودين.”
واستبعدت غانم، في حديث لنورث برس، أن يكون للزيارة أي نتائج على صعيد الملف السوري، أو أي تغيير في تعاطي واشنطن مع دمشق.
وأضافت: “مهمة السفير جيمس جيفري، الممثل الخاص للولايات المتحدة الأميركية لدى سوريا، هي تحويل سوريا إلى مستنقع لروسيا، والذهاب باتجاه السيناريو العراقي.”
ورأت “غانم” أن الأميركيين غير مهتمين بأي حل في سوريا ووجدوا فيها فرصة لإضعاف روسيا والسيطرة على النفط السوري.
“ليس هناك أي أفق للحل، أو أي سياسة أميركية في سوريا.”
وقالصحفي سوري يقيم في دمشق، طلب عدم نشر اسمه، إن التسريبات تشير إلى إصرار دمشق خلال الزيارة الأميركية، على “إنهاء الاحتلال الأميركي قبل البحث في أي ملف آخر.”
فالحكومة السورية ترى أن “الانسحاب الأميركي يعني زوال العدوان على السيادة، وهذا شرط لازم، وربما يكون كافياً أيضاً لإطلاق حوار”، على حدِّ قول الصحفي.
شرط سوري
وجرت المحادثات بهدف التوصّل إلى “صفقة مع الأسد” للإفراج عن الصحفي الأميركي المستقلّ، أوستن تايس، الذي سبق أن خدم في قوات المشاة البحرية واختفى خلال تغطيته للأحداث في سوريا عام 2012.
وكذلك للإفراج عن الطبيب الأميركي-السوري، ماجد كم الماز، الذي اختفى بعد احتجازه في نقطة تفتيش للقوات الحكومية السورية عام 2017.
وهناك أربعة مواطنين أميركيين آخرين على الأقل تحتجزهم السلطات السورية، لكن الصحيفة قالت إن المعلومات المتوفرة حول قضاياهم قليلة.
وكانت صحيفة الوطن السورية شبه الرسمية قد أكدت صحة ما نشرته وول ستريت جورنال، وقالت إن زيارة “كارستينس” وباتل” تمت في آب/أغسطس الماضي.
وزادت أن الوفد الأميركي اجتمع باللواء علي مملوك، رئيس مكتب الأمن الوطني، في دمشق، وتم مناقشة سلّة من المسائل حملت جملة من العروض والطلبات.
وحسب الوطن، سبق هذه الزيارة ثلاث زيارات مشابهة خلال الأشهر والسنوات الماضية.
وقالت أيضاً إن دمشق أبلغت الأميركيين أنه “لا نقاش ولا تعاون مع واشنطن؛ قبل البحث بملف انسحاب القوات الأميركية المحتلّة من شرقي سوريا.”
أماكن الاحتجاز
من جانبه، قال هيثم حسون، وهو عميد متقاعد ومحلل سياسي يقيم في دمشق، إن “الولايات المتحدة لا تدرك حقيقة الجهة التي تقف وراء عملية الخطف أو الاحتجاز وتريد من الدولة السورية مساعدتها بذلك.”
وأضاف لنورث برس أن الدوافع “انتخابية تتعلّق بالداخل الأميركي.”
ولفت “حسون” إلى أن الجانب الأميركي أراد أن تقتصر المباحثات على موضوع المفقودين، لكن الوفد السوري “رفض أي تعاون إن لم يكن مرتبطاً بإجراءات فعلية لبدء الانسحاب الأميركي من الأراضي السورية.”
وساطة لبنانية
وكانت صحيفة نيوزويك الأميركية ، قد كشفت أيضاً أن مدير الأمن اللبناني، اللواء عباس إبراهيم، يتوسط أيضاً في موضوع الرهائن.
وحمل “إبراهيم” لدى زيارته لواشنطن الأسبوع الماضي ، مطالب دمشق ” لتخفيف العقوبات وسحب الجنود الأميركيين، مقابل توفير المساعدة لواشنطن بخصوص مواطنيها المفقودين.”
“إبراهيم” زوّد السلطات الأميركية أيضاً بمعلومات حول تايس وكم الماز، عندما التقى بمستشار الأمن القومي، روبرت أوبراين، بحسب الصحيفة.