سياسيون ليبيون يحذرون من عدم وجود آلية لمراقبة الهدنة الليبية

القاهرة – محمد أبوزيد – نورث برس

حذر محللون سياسيون ليبيون، السبت، من مغبة الإفراط في التفاؤل بشأن اتفاق الهدنة الشامل الذي توصلت إليه الأطراف الليبية نهاية الأسبوع الماضي تحت رعاية الأمم المتحدة.

وتوصل طرفا النزاع في ليبيا، أمس الجمعة، خلال المفاوضات بينهما في جنيف إلى اتفاق وصف بالتاريخي يقضي بوقف إطلاق نار دائم في عموم البلاد.

وذكرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أن محادثات اللجنة العسكرية المشتركة بصيغة “5+5″ في جنيف توجت اليوم جمعة بـ”إنجاز تاريخي.”

ورسم الاتفاق خارطة طريق جديدة تمهد لاستعادة الأمن والاستقرار داخل الأراضي الليبية، بما يُمهد لانفراجة كبيرة في الأوضاع الداخلية.

لكنّ محللون حذّروا من مغبة الإفراط في التفاؤل بشأن هذا الاتفاق، في ظل عدم وجود آلية لمراقبة الهدنة، ومع تجذُّر الخلافات بين أطراف الصراع.

وأقرت البنود الأساسية في الهدنة خروج المرتزقة بشكل كامل حتى موعد غايته يوم الـ/23/ كانون الثاني/ يناير 2021.

كما تضمنت بنوداً من شأنها تهدئة الوضع الداخلي، ووضعت أيضاً عراقيل أمام الأطراف الإقليمية المنخرطة في الملف الليبي، لاسيما تركيا، بإقرار تعطيل أي اتفاقات تم إقراراها من قبل أطراف النزاع مع داعميهم من الأجانب.

لكنّ محمد العباني وهو محلل سياسي ليبي، أشار في حديث لنورث برس، إلى طبيعة المخاوف والتوقعات المتشائمة لمسار الهدنة في ليبيا.

وشدد العباني على أهمية البنود الأساسية التي تم إقرارها بين المتحاورين (الجيش الوطني الليبي، وحكومة الوفاق)، مع استمرار الخلافات حول قيادة مؤسسات الدولة.

“وهو الأمر الذي لن يتم حله إلا بالانتخابات المباشرة” بحسب العباني.

وقال إن ما يدعم الشكوك حول مدى نجاح الهدنة، هو أن “كلا الطرفين ليس لديهم ثقة في بعضهما البعض”، ومن ثم وصف الاتفاق الذي تم بينهما بأنه “اتفاقات بحذر.”

وشدد العباني، وهو رئيس المؤتمر الوطني الليبي الجامع، على أن “طرف حكومة الوفاق الليبية، يمثل المشكلة في الأمر، وذلك على اعتبار أنه لا يريد المشير خليفة حفتر ولا قيادة الجيش.”

ووصف أي اتفاق شامل بأنه “معجزة” في ظل تعقد الأمور.

ومن وجهة نظر السياسي الليبي، إن الاتفاق الحالي “لن يصمد” وقد يتواصل المشهد الليبي في دائرة مفرغة “ما لم يكن هناك ضغط دولي كبير على الأطراف.”

وحول طبيعة ذلك الضغط والأدوات التي يمكن استغلالها لضمان نجاح أي اتفاق، أشار “العباني” إلى ضرورة “أن تكون هناك جدية للحل، مع العمل على استبعاد الدول المتدخلة عسكرياً في الساحة الليبية.”

وثمن العباني، النداء الصادر عن “مجموعة السلام العربي”.

وتضمن النداء الإشارة إلى أنه “في الوقت الذي تُبارك الجهود والنتائج التي توصلت اليها إجتماعات الليبين  في كل من جنيف وبرلين  والمغرب والقاهرة، واتفاقهم على العديد من المسائل الفنية والعسكرية وتوزيع المراكز السيادية، فإنها لتنظُر بعين الأمل و الترقب، إلى أن الليبيين سوف يتوجوا كل هذه النتائج بحلٍ نهائي والاتفاق على مجلس سيادي وحكومة انتقالية، تقومان خلال الفترة الانتقالية بوضع دستور للبلاد وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.”

إعداد: محمد أبوزيد ـ تحرير: معاذ الحمد