منشأة لصناعة الكابلات الكهربائية في ديرك تؤمّن جزءاً من احتياجات المنطقة
ديرك – نورث برس
بدقة وانسجام مع أداء الآلات، تعمل واجد البرهو (23 عاماً) رفقة عاملات أخريات في معمل للكابلات الكهربائية بمدينة ديرك (المالكية) أقصى شمال شرقي سوريا.
ويلبّي معمل الكابلات في ديرك جزءاً من احتياجات الأسواق في مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرقي سوريا، كما يؤمّن فرص عمل لنازحين وعمال من المنطقة.
وقالت “البرهو”، وهي من سكان ريف ديرك، في حديث مع نورث برس، إنها “مرتاحة بالعمل كمعلّمة أكبال منذ عام.”
وتتمنى افتتاح المزيد من المعامل في المنطقة لتوفير فرص عمل، “ففي ظل الأوضاع الراهنة على الشخص أن يعمل حتى يستطيع تدبير معيشته.”
وقال عماد نعساني (42 عاماً)، وهو أب لطفلين نزح من مدينة حلب ويسكن منذ نحو أربع سنوات في مدينة ديرك مع زوجته وطفليه، إنه يعمل كفني كابلات نحاسية في المعمل.
وأضاف لنورث برس إن العمل في المعمل فرصة جيدة بالنسبة له ونازحين آخرين، “فهذه المشاريع تزيد فرص العمل لنازحين متواجدين بكثرة في المنطقة.”
ويؤمّن المعمل فرص عمل لنحو \40\ شخصاً، بينهم حوالي \25\ شاب وفتاة يعملون داخل المنشأة، بينما يعمل البقية خارجه في تسويق وتوصيل الإنتاج إلى الأسواق المحلية.
لكن “نعساني” رأى أن التطوير يحتاج المحافظة على الخبرات، لا سيما القادمة من خارج المنطقة، وتشجيعها على الاستقرار.
وكان صاحب المنشأة قد قرر قبل عشر سنوات نقل معمله من مدينة حلب إلى ديرك “لأنها تعتبر أفضل المناطق استقراراً”، ليتم ذلك في العام 2016.
وقال يوسف السويد (35 عاماً)، وهو صاحب المعمل ويتحدر من ريف مدينة حلب، في حديث لنورث برس، إنه افتتح المنشأة الصناعية قبل عشر سنوات في مدينة حلب، لكن بسبب الظروف التي واجهتها المدينة قرر نقل مقرها إلى مدينة ديرك.
ويصنع المعمل كابلات كهربائية بأقطار معينة، كما أنه يلبي حاجة السوق ضمن نسبة محددة حيث يجري تصريف البضاعة في شمال شرقي سوريا ضمن أسواق مدن الرقة وكوباني وحسكة وقامشلي وديرك.
ومن المقرر توسيع عمل المنشأة، حيث ذكر “السويد” أنهم سيعملون على إضافة أصنافٍ جديدة من الكابلات ذات أقطار أكبر من تلك التي ينتجونها سابقاً.
ولفتَ إلى أن المعمل سينتج خلال شهر الخراطيم الكهربائية التي تأخروا بإنتاجها بعد عدم تمكنهم من إدخال آلات صناعية اشتروها من تركيا.
كما تعرضت الآلات للحجز في ميناء بيروت عند محاولة إدخالها من هناك، لكن القائمين على المعمل استطاعوا فكّ الحجز بعد تقديم الأوراق الرسمية اللازمة.
ويعتمد معمل الكابلات على مولدات الديزل لتوفير التغذية الكهربائية خلال فترات انقطاع التيار.
وقال صفوان أبو جار (46 عاماً)، وهو مهندس التحكم ومسؤول الصيانة في المنشأة ويتحدر من مدينة حلب، إن المعمل يحقق إنتاجاً اقتصادياً واجتماعياً، في إشارة إلى توفيره فرص عمل لعدد من النساء.
“نصف العاملين في المنشاة هم من النساء (…) نتعب من أجل تعليمهن حتى يكنَّ لبنة أساسية في المجتمع.”
وأضاف أنهم يحاولون تأسيس مجتمع صناعي في المنطقة، “اجتهدنا على المعمل من الناحية التنظيمية والتأسيسية والتكلفة المادية والناحية الإدارية.”
وذكر أن “الآلات صناعة صينية إلا أن الكابلات التي نصنعها تنافس الكابلات التي تصنع في المجتمع الأوروبي.”