مستوصف وحيد بريف تل كوجر.. خدمات “جيدة” وازدحام كبير في ظل جائحة كورونا
تل كوجر – نورث برس
مع بداية الخريف وأجوائه المغبرّة، يصطحب خليل الخليف (45 عاماً)، من سكان قرية العليانة بريف تل كوجر (اليعربية)، ابنه الصغير الى مستوصف سويدية القريب من قريته لمعالجته من نوبات الربو الحادة التي يعانيها.
ويحتاج ابنه “بدر” ذو الأعوام السبعة إلى جهاز تبخير لتوسيع المجاري التنفسية، حيث يضطر “الخليف” إلى إسعافه لمستوصف سويدية بريف تل كوجر.
ويُعدُّ مستوصف سويدية المرفق الصحي الوحيد الذي يخدم عشرات القرى التابعة لبلدة تل كوجر.
ويقول سكان في المنطقة إنه رغم ذلك فالمستوصف يوفر عليهم الجهد والمال، ويقدّم أدوية “مجانية” وخدمات “جيدة”.
وبحسب سعاد العلي (64 عاماً)، وهي مسنّة مصابة بداء السكري وتقيم في قرية سويدية، فإن المستوصف قد تطور كثيراً خلال الفترة الأخيرة، وأنها لم تعد بحاجة للذهاب إلى كركي لكي (معبدة) أو ديرك (المالكية) لتلقي العناية الطبية.
“أحصل على حاجتي من الدواء والمتابعة من طبيب مستوصف قريتي.”
لكن مستوصف سويدية، بحسب محمد عدنان محمد، مدير صحة ديرك، يشهد ازدحاماً كبيراً، حيث يُقدِّر عدد المراجعين الذين يتلقون خدمات المستوصف الصحية من/800/ إلى /1000/ مريض شهرياً.
وشكلت جائحة كورونا ضغطاً متزايداً على المرافق الصحية عامةً، وهو ما أشار إليه “محمد” مشدداً على أنهم يحوّلون أي حالة مشتبه بها ترد إلى المستوصف إلى ديرك لأخذ العينات وإجراء فحص “PCR”.
ويضمُّ مشفى ديرك مركزين مستحدثين لاستقبال المصابين بالفيروس، الأول للحالات المتوسطة والثاني للعناية المشددة أو الحالات الوخيمة بحسب وصف مدير صحة ديرك الذي قال إن الأمور بشكل عام “تحت السيطرة.”
وقال مدير صحة ديرك أيضاً إن هيئة الصحة أنشأت كادراً طبياً ذو خبرة مهمته إجراء مسحات “PCR”، “وخصصت أرقام هواتف لتقديم الدعم والتوجهيات.”
ويقوم الكادر الطبي بزيارة الحالات المشتبه بها في منازلها ويأخذ العينات ويقدم العلاج اللازم والتوجيهات الضرورية للوقاية بالنسبة للمريض وبمن يحيط به، بحسب “محمد”.
وتقول إدارة المستوصف إنها اتخذت إجراءات صارمة خلال فترة انتشار جائحة كورونا بدءاً من عمليات التعقيم واستخدام أجهزة فحص الحرارة وفرض وضع الكمامات وإلزام المراجعين بقواعد التباعد.
لكنها اشتكت من قلة وعي الناس واستهتارهم بالفيروس وعدم إدراكهم لخطورته، ودعتهم إلى “ضرورة التعاون مع هيئة الصحة والالتزام بالإرشادات.”
من جهته، يشير دِلخوش عمر، وهو مدير مستوصف سويدية، إلى أن المستوصف كان حين إنشاءه يقتصر على تقديم الخدمات الصحية لأربع قرى مجاورة له فحسب، “لكنه الآن يخدم جميع قرى تل كوجر.”
ويضمَ المستوصف عدة أقسام كالداخلية والأطفال والنسائية بالإضافة الى صيدلية خاصة به.
ويستقبل المستوصف، بحسب إدارته، في أغلب الأحيان حالات الأمراض الموسمية كالرشح والتهاب القصبات والأمراض الصدرية الشائعة بالإضافة الى الاضطرابات الهضمية.
لكن المستوصف يضطر إلى تحويل المرضى إلى المشافي التابعة لهيئة الصحة في ديرك في حال احتياجهم إلى خدمات أكثر تخصصية أو أدوية غير متوفرة.
وتحتوي صيدلية المستوصف على مضادات حيوية وجرثومية ومسكنات وبعض أدوية الضغط والقلب والسكري وأدوية الاضطرابات المعوية والصدرية وأدوية الأطفال والعلاجات النسائية وبعض أنواع الفيتامينات.
وكانت منظمة “PIN” التشيكية الدولية قد عمدت إلى ترميم وتجديد مستوصف سويدية، فيما تكفّلت منظمة “UPP” الإيطالية بتقديم الأدوية والعلاجات اللازمة للمستوصف بالإضافة إلى تقديم حوافز مالية للكوادر الصحية البالغ عددهم عشرة موظفين.
فيما قال محمد عدنان محمد، مدير صحة ديرك، إن هيئة الصحة في الإدارة الذاتية لا تكتفي بالمساعدات التي تقدمها المنظمات الدولية، “وتعمد بدورها إلى تقدم معدات وأدوية بالإضافة لدفع رواتب الموظفين.”