أحمد شكري.. مسنّ مهجر من تل أبيض فقد منزله وتعرض للاعتقال والتحقيق
الرقة – نورث برس
لم تشفع كهولة أحمد شكري (80 عاماً)، من سكان قرية اليابسة (/10/ كم غرب تل أبيض)، لدى عناصر الجيش الوطني من اعتقاله بشكل تعسفي واقتياده لجهة مجهولة بعد سيطرتهم على المنطقة قبل عام.
واضطر “شكري” وغيره من أهالي قرى وبلدات منطقتي سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض إلى ترك مناطقهم خوفاً على حياتهم بعد السيطرة التركية عليها.
وبعد أيام، عاد الرجل الثمانيني إلى قريته ليطمئن على منزله، لكنه فوجئ بإلقاء القبض عليه وأخذه إلى “أحد المراكز الأمنية التابعة للجيش الوطني.”
وفي مثل هذه الأيام من العام الفائت، جرى التحقيق مع الرجل وتفتيش هاتفه بأسلوبٍ “خالٍ من الاحترام لكِبر سنّه.”
وقال لنورث برس: “لم يحترموا سنّي، اقتادني شاب لا يتجاوز عمره /25/ عاماً لتفتيش هاتفي والتحقيق معي حول إذا ما كنت منتسباً لأي حزب أو فصيل كردي.”
وروى المهجّر الثمانيني، الذي يقيم الآن في مخيم تل السمن شمال الرقة، قصة تركه لأرضه وأرزاقه في قريته منذ عام.
ويرى أن القوات الأميركية التي كانت متمركزة داخل الأراضي السورية سهّلت دخول القوات التركية وفصائل الجيش الوطني التابعة لها.
ويراهن، كما قال، على أنه مزارع سوري بقي صامداً في وجه الظروف التي حلّت بالمنطقة منذ سيطرة فصائل الجيش الحر ثم الجيش الوطني مؤخراً مروراً بسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على تل أبيض وقراها عام /2014/.
وعن استهداف تركيا والفصائل للكرد، أضاف: “مرةً يقولون لنا أنتم كفار ومرةً يقولون لنا أنتم لستم سوريين.”
وأردف: ” نحن سوريون، وفي هذه الأرض جذورنا أباً عن جد.. ماذا فعلنا ليحصل لنا كل هذا.. لم نسرق ولم نقتل ولم ننهب.”
ولا يؤمن “شكري” “بالأحزاب والأيدولوجيات والتخندق ضمن أيّ تكتل أيّاً كان مسمّاه وهدفه”، لكنه لا ينفكّ يكرر: ” لأنني كردي.. فقط لأنني كردي فعلوا بي ذلك.”
ولا يثق العجوز الكردي بوسائل الإعلام، وما يَرِد فيها من أخبار وتصريحات لساسة مهما ارتفع شأنهم.
وأعاد السبب في فقدان ثقته بهم إلى أنهم “كانوا شهوداً على غضِّ القوات الأميركية الطرف عن القوات التركية وفصائل الجيش الوطني عندما استباحت قريته.”
ووصف ما حدث: ” بدأت المدفعية التركية باستهداف قريتنا، عندها هربنا من بيوتنا وتركنا كلَّ شيء خلفنا.”
وقال إن الأميركيين كانوا يرون كلَّ شيء بأعينهم، “أنا رجلٌ أميٌّ أعمل بالزراعة ورعي الأغنام، لكني أدرك أن أميركا باعت سوريا للأتراك.”
ومن وجهة نظر العجوز الكردي، تهدف تركيا والفصائل التابعة لها من تهجير الأكراد من مناطقهم في تل أبيض وقراها وتوطين عائلات عربية من خارج المنطقة في منازلهم، إلى “تخويف الأكراد وجعلهم يتركون مناطقهم.”
ولفتَ إلى أن مشاريع التغيير الديمغرافي ودفع الناس نحو التهجير كانت موجودة حتى في عهد الحكومات السورية السابقة، كالإحصاء الاستثنائي ومشروع الحزام العربي في ستينيات القرن الماضي.
ويتحسّر المُهَجَّر المسنّ بالإضافة لفقدان منزله وأرضه، على تشتت شمل عائلته وأبناء قريته في المخيمات ومناطق النزوح.