سياسيون سوريون : الأصوليون والفاسدون أبرز المتهمين بالحرائق

دمشق – نورث برس

حين كانت ألسنة اللهب تلتهم غابات وبساتين حمص والساحل  السوري قبل أيام، كانت ألسنة السوريين توجّه حممها ونيرانها للسلطات القائمة لعجزها وفسادها.

السوريون على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم، يجمعون على أن هذه الحرائق من فعل فاعل بهدف التخريب، وأنها ليست وليدة الصدفة أو ظروف مناخية.

“موسم خراب”

وقال حمزة منذر، القيادي في حزب الإرادة الشعبية والمقيم في دمشق، إن “من قام بافتعال الحرائق، كجهة أو كأشخاص، على علم بالأحوال الجوية التي تساعد فيها الرياح على حدوث أكبر امتداد للحرائق.”

ولم يغفل “منذر” عن تأثير الفساد المستشري إذ قال لنورث برس:” الحرائق ليست صدفة أو بريئة، بل هي عمل مفتعل وكارثي، لضرب مواسم الناس وصميم لقمة عيشهم.”

وأضاف :”هناك الكثير من الجهات، تعمل وتريد ضرب سوريا من الداخل، والناس كانوا ينتظرون الموسم فجاء الخراب.”

“إثارة الطائفية”

وقال فيصل السيباط، وهو شيخ عشيرة الجعابات وعضو سابق في مجلس الشعب،  إن الحرائق تمت بيد من دعاهم بـ”الإرهابيين”.

“أعداؤنا لن يدخروا جهداً أو وسيلة  للنيل من سوريا بعد أن فشلت مشاريعهم، وغاباتنا لن تكون بمنأى عن أهدافهم ونيّاتهم الإجرامية.”

وأضاف لنورث برس أن  الهدف من إشعال الحرائق خبيث وتآمري، “فالغاية إثارة النعرات الطائفية.”

“أمراء الحرب”

ورأى فاتح جاموس، القيادي في تيار طريق التغيير السلمي المعارض والذي يقيم في اللاذقية، أن “الجهة الأصولية، هي من تقف وراء التخريب المقصود في جغرافيا السلطة.”

وأضاف أن الهدف من ذلك هو “رفع مستوى الابتزاز السياسي والضغط على السلطة، لتفعيل خيار اقتسام الكعكة.”

واستشهد “جاموس” بتهديد مواقع الأصولية، منذ أشهر، بأنها “ستحرق الأخضر واليابس على رؤوس مؤيدي النظام أو لأسباب طائفية.”

لكن المعارض السوري لفتَ إلى جهات أخرى تتحمل مسؤولية الحرائق، مثل “المتسلطين والفاسدين من جهة الدولة.”

وكذلك “التحالف السلطوي والطبقي الهامشي والمتخلّف والناهب باسم التوريد، والذي غدا ذليلاً لجهة تنمّر أمراء الحرب وتجار التوريد.”

“أزمة أخلاقية” 

من جانبه، قال  بدر منصور، وهو سياسي سوري معارض يقيم في بلجيكا، إن “دولة يحكمها الفساد وتتعامل مع شعبها بإهمال وتهميش، من الطبيعي أن تحترق غاباتها.”

وأضاف لنورث برس: ” كلُّ همِّ السلطة هو البقاء، وتسخير كلِّ إمكانات سوريا لخدمتها ولقمع شعبها، لذلك لن تستطيع إخماد الحرائق.”

من جهة أخرى، اعتبر “منصور” أن السوريين الذين يعيشون أزمة أخلاقية يتحمّلون المسؤولية، حيث الحقد والكراهية وثقافة الانتقام.

“عندما تُدمَّر إدلب وتُقصف يهلل البعض، وعندما يُحرَق الساحل يهلّل البعض الآخر.”

إعداد : أوس حمزة – تحرير: حكيم أحمد