“مللنا الكلام عن الغلاء”.. سكان في دمشق يشتكون من تدني الدخل
دمشق- نورث برس
يتساءل سكان في العاصمة دمشق عما ينتظرهم بعد ارتفاعات متلاحقة للأسعار وأوضاع معيشية تسير نحو المزيد من التدهور، في ظل رواتب ومداخيل متدنية لم تعد تفي باحتياجات العائلات لعدة أيام.
ويشتكي أرباب عائلات أن الرواتب الحكومية وحتى الخاصة لم تعد تكفي أصحاب الدخل المحدود والمتوسط ممن يقضون معظم يومهم في أعمال أساسية وإضافية.
وقال راغب حسن، وهو رجل أربعيني لديه ثلاثة أطفال، إنه لا يستطيع أن يلوم التجار وأصحاب المحال التجارية على سعيهم لزيادة أرباحهم فتدني الدخل مشكلة كبيرة حالياً.
وأضاف أن راتبه لا يساوي ثمن وجبة في بعض المطاعم، وأنه “ملّ الكلام لأن ما يتقاضاه لا يؤمن ولو جزءاً من مستلزمات الحياة الكريمة.”
ويعمل “حسن” في وظيفة حكومية ويتقاضى /٥٠/ ألف ليرة سورية (ما يعادل /٢٠/ دولاراً) شهرياً.
وكان معظم الموظفين لدى الحكومة السورية قد اضطروا إلى ترك وظائفهم أو ممارسة أعمال ومهن أخرى إضافية بسبب تدني قيمة رواتبهم خلال مسلسل انهيار الليرة في الأعوام الماضية.
يقول “حسن” أيضاً إن أوضاع الموظفين أسوأ من حقب العبودية، لأن المستعبدين كانوا ينالون حاجتهم من الطعام والشراب مقابل عملهم.
وكان صفوان القربي، عضو مجلس الشعب السوري، قد صرح مطلع هذا الشهر لوكالة آسيا اللبنانية، عن امتلاكه معلومات عن توجه الحكومة لإعلان زيادة بنسبة 50% على الراتب الأساسي للموظفين.
لكن لا أنباء رسمية مؤكدة عن زيادة قريبة.
ورغم أن زيادة العام الفائت نصت على /20/ ألف ليرة سورية، مترافقة مع إضافة التعويض المعيشي على كل راتب، لكن القرار تعرض مع الصرف لانتقادات واسعة بسبب الضرائب التي فرضت على الزيادة.
ولا تقتصر المعاناة من التدهور المعيشي على موظفي الحكومة، بل تشمل كل أصحاب الدخل المحدود ممن يتلقون أجوراً يومية أو أسبوعية لا تلبي احتياجات عائلاتهم الأساسية.
وقال هيثم عربش، وهو ثلاثيني يعمل سائق سيارة تكسي، إنه يتقاضى /١٥٠/ ألف ليرة شهرياً، “ومع ذلك لا يكفي ولا يسد سوى نصف الحاجة الشهرية.”
وأضاف أنه لا يتمكن من تلبية احتياجات طفليه، “لم أشترِ الفروج منذ أربعة أشهر واشتريت لهما حبتين من الموز لأن سعر الكيلوغرام الواحد بلغ خمسة آلاف ليرة.”
وتشهد حركة الأسواق في البلاد ركوداً كبيراً والاستغناء عن كثير من المنتجات في مقدمتها اللحوم والفواكه والمواد المستوردة التي ترتبط أسعارها بالدولار.
ويأمل عيسى حنون، وهو خمسيني صاحب محل تجاري، أن تزيد الحكومة رواتب موظفيها، “لأنهم مظلومون في ارتفاع الأسعار التي شملت معظم السلع والأعمال.”
لكنه يلفت إلى تزامن كل زيادة سابقة في الرواتب مع “ارتفاع جديد في الأسعار يمتص الزيادة.”
وأضاف “حنون” أن آثار التدهور المعيشية شملت الموظفين والباعة والسائقين، فالجميع يعاني من أزمات متلاحقة.