واشنطن – هديل عويس ـ NPA
اكتسح تطبيق تحدي العمر "FaceApp" منصات التواصل الاجتماعي في العديد من الدول وتحديداً في الشرق الأوسط، حيث أشارت بيانات الشركة إلى أن ما يقارب الـ/700/ ألف شخص يقومون يومياً بتحميل التطبيق الذي يعتمد على خاصية ذكاء اصطناعي بدائية ثم يقدم هيئة متخيلة لما يمكن أن يصبح عليه وجه الإنسان، في مرحلة لاحقة من العمر.
وتم إطلاق التطبيق من قبل مجموعة صغيرة من المبرمجين في سان بيترسبيرغ في روسيا في العام ٢٠١٦، إلا أن النسخة الأخيرة من التطبيق حملت تحديثات جديدة أدت إلى انتشار التطبيق بشكل واسع.
ويكشف خبير الأمن الرقمي كريس ستوكل، المقيم في واشنطن لــ"نورث برس" فحوى شروط الخصوصية التي يوافق عليها كل مستخدم مع تحميل التطبيق حيث يتضمن السماح لشركة "Face App" بالوصول إلى بيانات الشخص الخاصة بما في ذلك الصور والمراسلات المختلفة وتحميلها على أجهزة تخزين خاصة بحيث تصبح بيانات المستخدمين جزء من ممتلكات الشركة وتباع مع اسم الشركة إذا تم بيعها لجهة أخرى.
وبينما يرى ستوكل, أنه لا فارق كبير بين ماهية تسلم المعلومات لتطبيق أمريكي أو روسي, إلا أنه يرى في تسليم ناشط يمتلك معلومات خاصة لشركة تدار في بلد مثل روسيا أو الصين مخاطرة غير محسوبة، فالحكومات في الصين وروسيا تتدخل بشكل وثيق ببيانات وخيارات الشركات التكنولوجية في بلدانهم بينما تخضع الشركات الأمريكية لقدر عالي جداً من الخصوصية وعدم إمكانية وصول الحكومات أو حتى الأجهزة الأمنية الأمريكية ببساطة إلى بيانات المستخدمين التي تحصل عليها شركات أمريكية مثل (آبل)، ضارباً مثال عن حادثة وقعت عام 2017 حيث دار جدل استمر لأكثر من سنة بين وكالة (الاستخبارات الأمريكية المركزية اف بي اي) و شركة آبل التي رفضت في البداية فك قفل جهاز (آيفون) كان يحمله مجرم أطلق النار في ولاية تكساس الأمريكية حيث تتمتع الشركات التكنولوجية في أمريكا بالقدرة على رفض طلبات حكومية.
ويرى "ستوكل" أن أهم أهداف التطبيقات والمنصات الإلكترونية المنتشرة والتي تصل أثمانها إلى مليارات الدولارات أحياناً هو "الوصول إلى كمية كبيرة من البيانات لاستخدامها في أغراض أخرى مثل توجيه الإعلانات والدعاية لجمهور مستهدف أو القيام بإحصاءات تفيد شركات التأمين الصحي أو غيرها من القطاعات".
ويقول ستوكل أن تطوّر سانبترسبرغ في روسيا كمركز لصناعة التكنولوجيا وإطلاقها للعالم، وقيام الصين بتجربة "هواوي" وتساهل الحكومة الصينية لأبعد الحدود (على غير عادتها) مع شركة هواوي من وراءه هدف مهم وهو تحويل هذه الدول ذات الحكومات التسلطية إلى مالك ومسيطر على معلومات جزء كبير من العالم.
وعن تطبيق "العمر" يقول ستوكل أنه بكشف بصمة الوجه الخاصة بالمستخدم، ستتمكن الشركة الروسية من الحصول على معلومات مفيدة لا حصر لها وخاصة في وقتنا الحالي الذي باتت تعمل فيه الكثير من القطاعات على بصمة الوجه مثل حركة التنقل في بعض المطارات وطريقة الوصول إلى الحسابات البنكية.
وبينما لا يرى ستوكل أن الثقة بـ"سيليكون فالي" هي الخيار الأفضل إلا أنه مقتنع بأن النظم الديمقراطية الغربية وقيم الحرية والعدالة والمحاسبة والسلطات التشريعية والقضائية المستقلة تقدر أن تحمي المستخدمين وهي نفسها العدالة التي جلبت مارك زوكيربيرغ، مالك ومؤسس فيسبوك ووضعته أمام محققي الكونغرس حين ترددت أنباء وفضائح عن انتهاك فيسبوك لشروط الخصوصية الأمر الذي يؤكده "ستوكل" أنه لن يحدث في روسيا أو الصين التي تقدر حكوماتها على إخضاع أي شركة بتهديد أمني.