تحركات مصرية ـ روسية في البحر الأسود يقابلها تحرك تركي شرقي المتوسط

إسطنبول ـ نورث برس

أعلنت تركيا، أمس الجمعة، عن تحرك عسكري جديد شرق المتوسط متجاهلة كل الضغوط الأوروبية والعربية الممارسة عليها.

وجاءت التحرك العسكري التركي رداً على التحرك الروسي ـ المصري الجديد والمتعلق بإجراء مناورات عسكرية جدية ولأول مرة في البحر الأسود قريباً.

وأمس الجمعة، أعلنت تركيا إخطار (نافتيكس) جديد في منطقة شرقي المتوسط قبالة سواحل جزيرة قبرص، وتمديد عمل سفينة “باربروس” للتنقيب عن الطاقة من العاشر من تشرين الأول/أكتوبر الجاري وحتى التاسع من الشهر المقبل.

وأضافت أنه سيرافق سفينة “باربروس” للتنقيب، كل من سفينتي “تانوكس -1” و”أبولو مون”، وذلك في المنطقة التي أعلن فيها إخطار (نافتيكس) الجديد.

وقال إبراهيم سيد أوغلو، المختص بالعلاقات السياسية التركية والدولية، إن “هذا التحرك الجديد يأتي استكمالاً ورداً على اليونان التي أطلقت إخطاري (نافتيكس) جديدين شرقي المتوسط، في منطقتين تغطيان مساحة واسعة داخل منطقة الصلاحية التركية.”

وأشار “سيد أوغلو” المقيم في إسطنبول، إلى أن هذا الأمر “رأت فيه تركيا أنه استفزاز لها”.

وتصرُّ تركيا بحسب “سيد أوغلو” على عدم السماح لأي طرف بتجاوزها في تلك المنطقة “ومن أجل ذلك تحاول استباق الأمور.”

وتركيا لديها “مضيق البوسفور” الذي يربط بين البحر الأسود وبحر مرمرة ومن ثم البحر المتوسط، أي أن القطع البحرية الروسية والمصرية ستمر في مضيق البوسفور المؤدي للبحر الأسود.

مناورات روسية ـ مصرية

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الجمعة، عن إجراء مناورات بحرية مع القوات المصرية، وذلك لأول مرة في البحر الأسود قريباً.

ولم تعلن الوزارة عن موعد محدد للمناورات البحرية، والتي ستحمل اسم “جسر الصداقة 2020”.

وذكرت مصادر إعلامية متطابقة أن “المناورات تشمل مجموعات من سفن الأسطول الروسي في البحر الأسود بجانب قوات بحرية مصرية، بدعم جوي مشترك.”

وأشارت إلى أن الهدف من ذلك هو “التدريب على مهام حماية الطرق البرية من التهديدات المختلف.”

وأضافت وزارة الدفاع الروسية أنه “سيتم نشر القوات لتنظيم الاتصالات وإعادة تنظيم خطوط الإمداد في البحر، كما سيتم العمل على إجراءات عمليات التفتيش ضد السفن المشبوهة.”

وقال “سيد أوغلو”، إنه “رداً على ذلك، تريد تركيا أن تستبق الأمور خشية خداعها أو خسارتها لأي حق من حقوقها.”

وأوضح “سيد أوغلو” أن “إخطار (نافتيكس) هو اختصار لمصطلح الرسائل النصية البحرية، وهو جهاز يرسل إشعارات ورسائل دولية للبحارة.”

وتتضمن الرسائل، التنبيه والتواصل مع السفن المبحرة في عرض البحر.

كما يبعث (نافتيكس) رسائل حول الحوادث وتوقعات الأرصاد الجوية وأنشطة البحث والإنقاذ.

وكانت مصادر إعلامية، نقلت عن محمد سليمان، الباحث بمعهد “الشرق الأوسط” للدراسات السياسية، بالعاصمة الأميركية واشنطن، قوله إن “تلك هي المرة الأولى لدخول قطع بحرية عسكرية مصرية للبحر الأسود.”

وأضاف: أن “رسالة القاهرة هي أن التواجد التركي في ليبيا أو تفاهماتها مع إثيوبيا، يواجهه تفاهمات مصرية أمنيه مع العراق أو مناورة بحرية مع روسيا قرب المناطق التركية.”

وقال مصطفى محمد نعيمي، المحلل السياسي المختص بالشأن التركي، المقيم في مدينة أورفا التركية، إن “هذه هي المرة الأولى التي ترسل فيها مصر قطع بحرية عسكرية للبحر الأسود.”

رسائل مزدوجة

وأشار في حديث لنورث برس، إلى أن هذا يحمل بين طياته العديد من الرسائل خاصة للجانب التركي، لأنها تتم في العمق التركي.”

وأضاف “نعيمي” أن هذه الخطوة هي “رسالة مزدوجة استثمرتها روسيا لإنشاء حلف من مكون عربي للضغط على تركيا.”

وتحاول روسيا من هذا، بحسب “نعيمي”، أن تثبت لتركيا أن لديها قدرة على التعامل والتعاون مع الدول العربية بشكل عام وهي ليست بحاجة لتركيا.

وبالتالي موضوع صفقات الأسلحة والمنظومات الجوية بينها وبين تركيا “ليست ذات قيمة بالنسبة لها”، بحسب المحلل السياسي.

وأشار إلى أنه “ربما يكون هناك تحالف آخر وربما تشارك دول عربية في تلك المناورات البحرية.”

ويعتقد “نعيمي” أن “الغاية من التحالفات، محاصرة تركيا بشكل كامل من خلال استثمار ورقة الدول العربية كمرحلة أولى.”

إعداد: سردار حديد ـ تحرير: معاذ الحمد