سكان ونازحون في مدينة أريحا بإدلب يتخوفون من تصعيد جديد في بداية الشتاء

إدلب – نورث برس

لم يوفّر الهدوء النسبي وغياب الطائرات الحربية عن سماء ريف إدلب الجنوبي، شمال غربي سوريا، مؤخراً، الاطمئنان في نفوس سكان المنطقة الذين يتخوفون من انهيار الهدنة وعودة المعارك.

ويتركز قلق السكان حول مصير مناطق جبل الزاوية ومدينة أريحا، خاصةً مع استمرار حشود القوات الحكومية على أطراف المنطقة وترويجها الإعلامي لمعركة قريبة، إلى جانب دخول أرتال تركية جديدة إلى إدلب.

وقال عبيدة الشمالي، وهو متطوّع في المجال الإنساني من مدينة أريحا، إن الأهالي لم يأمنوا للهدنة التركية-الروسية حتى الآن، خاصةً بعد الغارات الروسية في الشهر الفائت.

وأضاف لنورث برس أن سكان مدينة أريحا يشككون بوعود “الضامن التركي” الذي يَعِد بمنع القوات الحكومية السورية من السيطرة على المدينة.

وكانت أرتال عسكرية تركية جديدة قد دخلت مناطق إدلب، كما تم قبل ذلك توزيع منشورات ورقية على سكان مدينة أريحا تضمنت وعوداً وتطمينات.

لكن ذلك يتزامن مع تحشدات لقوات الحكومة السورية على أطراف منطقة جبل الزاوية، إلى جانب استهداف نقاط تمركز الفصائل المسلّحة في بلدات وقرى كنصفرة وسفوهن والفطيرة وكفرعويد وفليفل بقذائف مدفعية وراجمات صواريخ.

وذكر مصدر ميداني لنورث برس، قبل يومين، أن قوات الحكومة استهدفت بصاروخ موجّه من طراز “كورنيت” سيارة تقل مدنيين في منطقة سهل الغاب غربي محافظة حماة.

وأضاف المصدر أن الحادثة وقعت على طريق يصل بين قريتي القرقور والشيخ سنديان، وأسفرت عن إصابة خمسة مدنيين بجروح بينهم امرأة بحالة حرجة.

وقال محمد الريحاوي، وهو ناشط من مدينة أريحا، إن حالةً من الترقب الحذر تسود منطقة أريحا، في انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع العسكرية التي لا تبشر بهدوء واستقرار.

ولفت “الريحاوي” إلى أن العشرات من سكان المدينة قاموا بتأمين مساكن جديدة لهم في المناطق الحدودية مع تركيا شمال إدلب، والتي تعتبر آمنة نسبياً.

وأضاف أن “مئات العائلات النازحة في مدينة أريحا، لا سيما تلك التي تعاني أوضاعاً اقتصادية ومعيشية متدهورة، تتخوف من انهيار الهدنة مع بداية الشتاء، كما حصل مطلع العام الجاري.”

وقال جميل اليوسف (37 عاماً)، وهو بائع خضار من سكان أريحا، إن الأوضاع في المدينة كانت “هادئة نوعاً ما، لكن تصعيد الطائرات الروسية الأخير على المنطقة والذي تزامن مع حشود قوات النظام على أطراف جبل الزاوية، شكّل مخاوف كبيرة لدينا.”

وأضاف: “لذلك قمت بشراء خيمة في إحدى مخيمات الشمال السوري حتى أسكن بها في حال تصاعدت وتيرة الأعمال العسكرية في المنطقة.”

وكان مصطفى سيجري، وهو قيادي في المعارضة المسلّحة التابعة لتركيا، قد قال الجمعة الماضية، إن روسيا تنوي شنَّ عمل عسكري قريب على منطقة إدلب شمال غربي سوريا “للضغط على تركيا.”

وأضاف “سيجري”، في منشور على حسابه الشخصي بموقع “فيسبوك”، إن ‏”رفع الجاهزية العسكرية في مناطق سيطرة فصائل المعارضة، يأتي استعداداً لصد أي عدوان روسي محتمل على المنطقة.”

وقال عبد العزيز سعيد (55 عاماً)، وهو نازح من ريف حماة ويقيم في أريحا، إن “هذه الوعود والتطمينات التركية سمعناها سابقاً بريف حماة الشمالي، وتفاءلنا بها آنذاك، لكننا تفاجئنا بخذلان القوات التركية لنا وتسليمها مناطقنا وأراضينا للنظام السوري وروسيا.”

وأضاف: “ما حصل معنا بريف حماة يجعلنا واثقين من أن تركيا لا يهمها إلا مصالحها، وحين يصبُّ الأمر في مصلحتها ستقوم بتسليم أريحا وجبل الزاوية كاملاً في حال حصلت على المقابل.”

إعداد: براء الشامي – تحرير: حكيم أحمد