الآثاري محمد عزو.. شاهد على ما حدث لمتحف الرقة وآثارها خلال سنوات الحرب
الرقة – نورث برس
يتحدث محمد عزو المعروف بـ”أبو آثار” (٧٠ عاماً) بحرقة عن متحف مدينته الرقة، شمالي سوريا، ومحتوياته من القطع الأثرية، وكأنه يتحدث عن أبنائه الذين رعاهم حتى كبروا.
يقول “لنورث برس” إن فترة سيطرة مسلحي الفصائل والتنظيم شهدت استباحة المواقع الأثرية، وتحويل المتحف الوطني إلى مطعم وورش صناعية بعد سرقة محتوياته.
و”أبو آثار” ابن الرقة ومقيم فيها، شاهد حي على ما ألم بآثار المدينة ومتحفها بعد سيطرة الفصائل المسلحة ومن ثم تنظيم الدولة الإسلامية على المنطقة .
وحصل محمد عزو في العام ١٩٧٩على الماجستير في الآثار وتاريخ الفنون من جامعة تشارلز البريطانية، ليعود إلى الرقة مسقط رأسه، ويعمل مديراً لمتحفها مطلع ثمانينيات القرن الماضي.
كما شارك بحملات التنقيب واكتشاف عشرات المواقع الأثرية في المدينة وريفها، ويُنظر إليه اليوم كمرجع في الآثار، لما يملكه من علم وخبرة، بحسب مختصين من المنطقة.
وكان لـ”عزو” دور بارز في تأسيس جمعية العاديات (وهي جمعية أهلية تعنى بالتراث) وانتخب في العام ٢٠٠٦ رئيساً لها، كما كان محاضراً في عدة مدن سورية عن الإرث التاريخي للرقة.
وكان قد بدأ العمل في متحف الرقة منذ العام 1981 حين تم تحويل مبنى السرايا إلى متحف، وتسلم أمانة المتحف في العام 2002.
يتذكر الآن كيف نشطت البعثات الأثرية في ثمانينيات القرن الماضي للتنقيب في المدينة القديمة والتلال في الريف المحيط بالرقة، إذ تم تجميع مئات اللقى من عصور مختلفة في المتحف الوطني المقسم إلى طابقين .
ويتأسف “عزو” على اللقى التي سُرقت، وعلى الدمار الذي أصاب المتحف وأتلف ما يسميه “تاريخ الشعوب.”
وقبل خروج مدينة الرقة عن سيطرة الحكومة السورية عام 2013، كان عدد القطع الأثرية المسجلة في المتحف سبعة آلاف قطعة، بالإضافة إلى أكثر من ثلاثة آلاف قطعة أثرية موجودة ضمن مواقع هرقلة وقلعة جعبر والتلال الأثرية، بحسب “عزو”.
ويوجد في مدينة الرقة /٧٠٠/ موقع أثري موزعة داخل المدينة وخارجها، كما أن الإرث التاريخي للرقة موجود في العديد من المتاحف العالمية التي تحوي قاعات كاملة باسم الرقة.
ويطالب “عزو” هيئة الآثار التابعة للإدارة الذاتية ،بضرورة الاهتمام بشكل أكبر بالمواقع الأثرية ، وترميم الأجزاء التي تضررت خلال الحرب.
ورغم أنه يرى نفسه “متفائلاً” حالياً بمستقبل العناية بالآثار، إلا أنه ينتقد: “بعد تحرير الرقة، كان يجب أن يوجد اهتمام أكثر بآثار المنطقة لأنها تاريخ مشترك لأبناء المنطقة.”
ويستشهد بموقع “تل البيعة” الذي يضم طبقات أثرية من العصور الأكادية والآشورية والميتانية التي تنحدر منها قوميات ومكونات في المنطقة.