موسكو وواشنطن.. اتفاق على إحياء "الحوار الاستراتيجي"
موسكو – فهيم الصوراني ـــ NPA
انتهت في واشنطن مشاورات استمرت ليومين بين ممثلي روسيا والولايات المتحدة، في إطار الحوار الاستراتيجي بين البلدين، والذي جرى إحيائه بتكليف من رئيسي كلا البلدين، حسب ما جاء على لسان مدير قسم قضايا عدم انتشار الأسلحة الاستراتيجية والرقابة عليها في الخارجية الروسية، فلاديمير يرماكوف، والذي شارك في المشاورات.
وحسب الخارجية الروسية، فقد تم الاتفاق على إجراء مشورات إضافية بهذا الخصوص، في النصف الثاني من الشهر الحالي.
يأتي ذلك فيما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حديث صحفي, الخميس، قبيل زيارته إلى إيطاليا، أن الولايات المتحدة بدأت في الآونة الأخيرة بـ"إحياء الحوار الثنائي مع روسيا بخصوص عدد من الملفات الاستراتيجية".
وأشار بوتين إلى أن التوصل إلى اتفاقيات محددة في مجال الرقابة على الأسلحة سيكون في صالح الاستقرار العالمي، مضيفاً أن لدى موسكو "إرادة سياسية" بهذا الخصوص.
وأوضح أن "الكرة باتت الآن في ملعب الولايات المتحدة"، لافتاً إلى أن بلاده "لا تقوم بسباق التسلح ولا تنوي الخوض فيه"، وهو ما يبدو جلياً من حجم اتفاقها على التسلح، لكنها في نفس الوقت تحتاج إلى "ضمانات لأمنها الخاص", حسب تعبيره.
مخاوف مشتركة
وفي تعليق لـ"نورث برس" بهذا الخصوص، لفت الخبير في العلاقات الروسية- الأمريكية دينيس كوركودينوف, إلى أن اللقاء المرتقب سيركز على التزام الجانبين باتفاقية الحد من الأسلحة الاستراتيجية، لأن الطرفان قلقان بشأن العودة إلى سباق التسلح، ولا سيما في مجال التقنيات النووية ذات الطابع العسكري.
وأعاد كوركودينوف إلى الأذهان "أن مفعول الاتفاقية ينتهي في 5شباط/ فبراير 2021"، وأن واشنطن وموسكو تسعيان لتحديد الأخطار الممكنة على الأمن العالمي، على ضوء تطور نظام التسلح العالمي، والحقائق الجيوسياسية الجديدة، بما فيها رغبة عدد من الدول في لعب أداور تساعدها على "الهيمنة" في مناطق مختلفة من العالم.
ثقة معدومة
وحول النتائج التي يمكن التوصل إليها في اللقاء المرتقب، قال كوركودينوف لـ"نورث برس" إن عامل "عدم الثقة ما زال قائماً بين البلدين، رغم إدراكهما أن حصول مواجهة مباشرة بينهما في المستقبل المنظور، هو أمر غير قائم"، إلا أن ذلك لا يعني إغفال التواصل واللقاءات بينهما هو أمر في غاية الضرورة والحساسية، لجهة عدم دفع الأوضاع العالمية إلى حالة الفوضى الشاملة، والخارجة عن السيطرة.
نقطة اللاعودة
ولم يستبعد الخبير في العلاقات الروسية- الأمريكية دينيس كوركودينوف, أن يبقى التوتر قائماً بين البلدين، حتى بعد اللقاء المرتقب في النصف الثاني من الشهر الحالي، متوقعاً أن يتم التوصل إلى حلول متوسطة بخصوص بعض الملفات المتعلقة بملف الأسلحة الاستراتيجية، مقابل الحفاظ على التوتر في قضايا، كالاتهامات الموجهة لموسكو بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الولايات المتحدة، وموضوع العقوبات المفروضة على روسيا بسبب انضمام القرم، والتي يرى أنها في حال بقيت وتفاعلت، فإنها ستضع البلدين على تماس مع نقطة اللاعودة في المواجهة.