على خطوط التماس مع تركيا.. مزارعو قطن بريف تل تمر يأملون بإنتاج يجنبهم الخسارة

تل تمر – نورث برس

تحت لهيب أشعة الشمس الحارقة، يعمل عمر علي جنباً إلى جنب مع العمال في قطاف محصوله من القطن على ضفاف نهر الخابور ببلدة تل تمر شمالي مدينة الحسكة.

ويأمل المزارع أن يسعفه بيع محصوله بسعر جيد لتجنب خسائر نظراً لتدني كمية الإنتاج.

وتسبب القصف المتكرر للقوات التركية وفصائل المعارضة التابعة لها على ريف بلدة تل تمر، بتراجع مساحات واسعة للأراضي الزراعية خاصة وأنها باتت تتحكم منذ سنوات بمياه نهر الخابور.

وكان المئات من مزارعي المنطقة يعتمدون على النهر سابقاً إلا أنهم باتوا يواجهون صعوبات جمة لري محاصيلهم.

وتقدر لجنة الزراعة في تل تمر المساحات المزروعة بمحصول القطن في منطقة تل تمر بـ /4800/ دونم، وهي مساحة قليلة مقارنة مع السنوات الفائتة.

كما تقدر هيئة الاقتصاد والزراعة في الإدارة الذاتية مساحات القطن بإقليم الجزيرة بنحو /6800/ هكتار، وفي عموم مناطق الإدارة الذاتية بأكثر من /40، ألف هكتار.

وقال عمر علي والعرق يتصبب من جبينه “بسبب التهديدات التركية لم نعتني كما يجب بزراعة القطن، خاصة من قلة المياه ونقص السماد وغلاءه”.

وأضاف “هذا العام زرعت /25/ دونماً، لكن الحمدلله المحصول لم تصبه الآفات الحشرية والإنتاج جيد حتى الآن”.

 وكانت الإدارة الذاتية قد سمحت الأسبوع الماضي للتجار بشراء محصول القطن وفتحت المعابر أمامهم لتصديرها إلى بقية المناطق السورية.

ودأبت مؤسسات الإدارة الذاتية خلال العامين الماضيين إلى شراء محصول القطن من مزارعي شمال شرقي سوريا بعد تخصيص أربع مراكز خلال العام 2018 وخمسة مراكز في العام 2019.

ويتفاوت الإنتاج بين مناطق إقليم الجزيرة من حيث إنتاج القطن، إلا أنها إجمالا شهدت توسعاً في المساحات مقارنة بالفترة التي سبقت الحرب السورية

وقال المزارع حسين شيخ علي الذي زرع /65/ دونماًبالقطن على ضفاف نهر الخابور، بأن إنتاجه متوسط ويتراوح ما بين /350/ إلى /400/ كغ للدونم الواحد.

وأضاف “شيخ علي”، بأنهم عانوا كثيراً خلال موسم القطن العام الحالي، “واجهتنا مشاكل جمة خلال الموسم من أهمها قطع تركيا المياه عن نهر الخابور وصعوبة تأمين المازوت لري المحصول بمياه الآبار”.

وعبر المزارع عن أمله أن تسعفه الأسعار في تجنيبه خسائر نظراً لقلة الإنتاج والتكاليف الباهظة التي ترتبت عليهم بنهاية الموسم.

و قالت آفين أحمد، الإدارية في قسم الإنتاج النباتي بلجنة الزراعة في بلدة تل تمر، إنهم عملوا على مساعدة المزارعين في انجاح الموسم الزراعي نظراً لاعتماد غالبية سكان المنطقة على الزراعة.

وأضافت “أحمد” أن التهديدات التركية وقصفها المتكرر على ريف البلدة ساهم في عزوف المزارعين وتراجع نسبة المساحات المزروعة بالقطن هذا العام.

وأوضحت أن إنتاج القطن لهذا العام “جيد” مقارنة مع السنوات الفائتة، “العوامل الجوية ساهمت بعدم إصابة المزروعات بآفات حشرية، ومن المتوقع أن يزيد الإنتاج عن /400/ كغ للدونم الواحد”.

إعداد: دلسوز يوسف- تحرير: جان علي