إسرائيل تخشى تداعيات العلاقة “الباردة” بين السلطة الفلسطينية ومصر

رام الله ـ نورث برس

تتصاعد المخاوف الاسرائيلية من أن ابتعاد المخابرات المصرية عن مفاوضات الوساطة بين فتح وحماس في ملف المصالحة له أيضاً تداعياته على إسرائيل.

وتلعب القاهرة دوراً مركزياً في ملف التهدئة في قطاع غزة.

وتأتي مخاوف تل أبيب، نتيجة التقارب الحاصل بين السلطة الفلسطينية في رام الله وحركة حماس في غزة وكذلك العلاقة الجيدة مع تركيا وقطر، في مقابل علاقة باردة بين السلطة ومصر.

وعن هذا الموضوع كتب المحلل السياسي الإسرائيلي بن مناحيم مقالاً بعنوان “عباس يلعب بالنار: هل يحاول الانضمام إلى محور تركيا – قطر؟.”

وقال فيه: “شيء غير جيد يحدث لعلاقات السلطة الفلسطينية وحماس مع مصر.”

وأضاف: “بعد أن أبعدت حماس قبل شهر الاستخبارات المصرية عن الوساطة بينها وبين إسرائيل للتوصل إلى تفاهمات التهدئة الجديدة ومنحت السفير القطري محمد العمادي هذا الدور، قررت وبالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، إجراء محادثات مصالحة مع فتح في اسطنبول برعاية الرئيس رجب طيب أردوغان، بدلاً من القاهرة التي استضافت هذه المحادثات بصورة تقليدية منذ سنة 2007.”

لكنّ يوني بن مناحيم يعتبر في الوقت ذاته أن سلوك محمود عباس إزاء مصر “غير واضح.”

وقال “هو لا يستطيع أن يسمح لنفسه بمخاصمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، فهل يفعل ذلك لأن خصمه السياسي محمد دحلان، مستشار ولي العهد في أبو ظبي محمد بن زايد، محبب إلى الرئيس السيسي؟.”

واعتبر بن مناحيم أن عملية التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، التي أثمرت حتى الآن اتفاقين، مع البحرين والإمارات، أدت إلى ابتعاد “حماس” والسلطة الفلسطينية عن مصر، واقترابهما من المحور التركي – القطري، المتماهي مع حركة الإخوان المسلمين.

لكنّ قيادات السلطة في رام الله قالت لنورث برس، إنه ليس في نيتها الدخول في محاور رغم غضبها من محور مصر-الإمارات، وإنما الاعتماد على الذات الفلسطينية.

ويتمثل ذلك الاعتماد بحيث يكون الحوار الفلسطيني بنهج ثنائي داخلي دون الحاجة لرعاية أي أحد، وإنما إتاحة الفرصة للدول العربية والإسلامية الفاعلة أن تقوم بدور مُيسّر داعم للمصالحة الفلسطينية.

بدورها، تقدر جهات أمنية كبيرة في إسرائيل، بمعقولية كبيرة، أنه على الرغم من تقرب السلطة الفلسطينية وحماس من تركيا، “فإنهما لا يجرؤان على الانفصال عن مصر التي لن تسمح بأي نشاط تركي في قطاع غزة.”

ومع ذلك، تُعتبر تركيا عدوة في نظر النظام المصري، وغزة هي “الساحة الخلفية” لمصر، ولها أهمية كبيرة من وجهة نظر الأمن القومي المصري.

وتستطيع مصر استخدام أدوات ضغط متعددة على حماس للرد على سحبها ملف المصالحة منها ونقله إلى تركيا، بحسب مراقبين.

وفي قطاع غزة يتخوف سكان من إغلاق مصر معبر رفح الذي يشكل أنبوب الأوكسيجين لقطاع غزة، والمنفذ البري الوحيد إلى العالم العربي.

إعداد: أحمد اسماعيل ـ تحرير: معاذ الحمد