قطاف القطن في الجزيرة.. مزارعون غير متفائلين رغم وفرة الإنتاج
حسكة – نورث برس
في ساعاتٍ مبكّرة، يخرج صالح السعد (64 عاماً) ليتابع عمل مجموعة عاملات بدأن منذ أيام بجني محصوله من القطن في أرضه الزراعية قرب مدينة حسكة شمال شرقي سوريا.
ولا يبدو “السعد”، وهو مزارعٌ من قرية الصلالية، متفائلاً بإنتاج /20/ دونماً من القطن زرعها على بعد كيلومتراتٍ قليلة من مدينة حسكة.
وبدأ مزارعون في منطقة الجزيرة السورية منذ أيامٍ قليلة بجني محاصيلهم من القطن، وسط حالة استياء تخيّم عليهم خشية ألا يحصلوا على مرابحٍ تكافئ عملهم لعدة أشهر متتالية.
يقول “السعد”، لنورث برس، إن موسم القطن للعام الحالي ناجحٌ ويبشّر بإنتاج جيد، ولكن تشير المعطيات إلى أنهم لن يحصلوا على مرابحٍ بسبب التسعيرة.
“تسعيرة العام الماضي كانت /360/ ليرة للكيلوغرام وكان الدولار يصرف بـ /500/ ليرة، ولكن تسعيرة هذا العام /700/ ليرة والدولار يساوي /2400/ ليرة.”
وفي منتصف أيلول/سبتمبر الحالي، حددت الحكومة السورية سعر شراء القطن، بـ /700/ ليرة سورية.
ويتوقع هذا المزارع أن يجني نحو سبعة أطنان ونصف الطن من القطن من أرضه، ولكنه لن يجني منها أرباحاً بناءً على الأسعار المطروحة، حسب قوله.
ويقوم الرجل الستيني بحساب تكاليف الحراثة والبذار والأسمدة وأجور العمال والسيارات وأكياس التعبئة، بينما يقول أثناء متابعته عملية القطاف “كأنني لم أزرع.”
ويضيف لنورث برس: “اشتريت كيلو البذار بـ /500/ ليرة، وحرثت كل دونم بثمانية آلاف ليرة، كما أن أجور العمال والسيارات والأكياس تكلفني /100/ ليرة لكلّ كيلوغرام واحد.”
وفي جانبٍ آخر من قرية الصلالية، يقف المزارع قمر العكلة (53 عاماً) وسط أرضه البالغ مساحتها /25/ دونماً ليشرف على عملية القطاف.
ويتفق “العكلة”، الذي بدأ بجني محصوله قبل يومين، مع توقعات المزارعين الآخرين بأن إنتاج القطن هذا العام سيكون أفضل من موسم العام الماضي.
وفي الوقت ذاته، يعتقد أنه لن يستفيد شيئاً من محصوله طالما أن تسعيرة القطن ستكون منخفضة مقارنةً بتكاليف الزراعة التي تقاس على أساس صرف الدولار.
وقرّرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، قبل أسبوع، السماح للتجار بشراء محصول القطن وفتح جميع المعابر أمام شحنه إلى خارج مناطق سيطرتها.
جاء ذلك بعد أسبوعٍ من إعلان الرئيس المشارك لهيئة الاقتصاد والزراعة سلمان بارودو برغبة الإدارة الذاتية في شراء كامل محصول القطن.
وتراجعت الإدارة الذاتية عن شراء محصول القطن، هذا العام، بعد رفض منسقية اتحاد الفلاحين، تسعيرة شركة تطوير المجتمع الزراعي لشراء القطن والمقترحة /٧٥٠/ ليرة سورية للكيلوغرام، بحسب رئيس الاتحاد محمد السالم.
لكن مزارعين آخرين يرون أن شحن محاصيلهم لمراكز الاستلام الحكومية في أرياف الرقة ودير الزور سيكلفهم مبالغ كبيرة تضاف إلى تكاليفهم السابقة.
ويعرض تجارٌ محليون في السوق السوداء، بحسب مزارعين، شراء القطن بسعر /500/ ليرة سورية.
فيما يدعو “العكلة” ومزارعون من الجزيرة الإدارة الذاتية لشراء المحصول وتحديد تسعيرته “تفادياً للاستغلال.”