الأفلام القصيرة في اللاذقية.. حلم غيّبته محسوبيات الإدارات الثقافية

اللاذقية – نورث برس

يرى مهتمون بإنتاج الأفلام القصيرة في اللاذقية، غربي سوريا، أن شحّ الإنتاج لدرجة شبه معدومة يعود إلى عدم إدراجها في الخطط الثقافية.

ويضيفون أن السبب الآخر يعود إلى الاعتماد على المحسوبيات في إدارة المشاريع القليلة التي تم تنفيذها سابقاً والتي كانت “تدفع للكمِّ على حساب النوع.”

ورأى المخرج أسامة يونس (30 عاماً)، وهو مقيم في اللاذقية وكان قد شارك في مهرجان خطوات بدورته الأخيرة، أن السينما هي “صناعة ترفيهيه وتجارية.”

وقال لنورث برس: “يجب السؤال أولاً عن السوق، هل هنالك دور عرض مؤهّلة؟ وكم عددها؟ وما هي قدرتها على الاستيعاب؟”

وعبّر عن أسفه للتقليل من شأن الأفلام القصيرة وشبه انعدام إنتاجها في اللاذقية.

وكان إنتاج الأفلام القصيرة في اللاذقية قد شهد انتعاشاً قبل عدة سنوات نتجَ عنه إقامة مهرجان خطوات للأفلام القصيرة.

وأقيم المهرجان لخمس دورات كان آخرها في العام 2018.

 كما نتجت عن هذا النشاط أيضاً “أكاديمية السينما “، وهي ورشة عمل سينمائية، ولكنها توقفت كذلك.

وأضاف “يونس”: “كان مهرجان خطوات قد وفّر منصّةً مهمةً لعرض الأفلام وشكَّل حافزاً للكثيرين ليصنعوا فيلماً.”

وليس هناك من يدعم الفيلم القصير سوى المؤسسة العامة للسينما من خلال مشروع مِنَح الشباب، وفق “يونس”.

ورأى المخرج الشاب أن تنشيط إنتاج الأفلام القصيرة يحتاج إلى الدعم الإنتاجي عبر توفير معدات تصوير وإضاءة وتأجيرها بمبالغ مناسبة، بحسب تعبيره.

وعلّل رأيه بأن اللاذقية تضمُّ عدداً من الكوادر والمواهب والمواقع المناسبة، “إلا أن عدم توفر الإنتاج هو السبب الرئيسي لعدم تحقيق تقدّم.”

وقال المخرج السوري مجد الزغيّر، الذي شارك في الدورة الأخيرة لمهرجان خطوات، إن المهرجان كان “مخيّباً للآمال” بالنسبة له، فمعظم الأفلام كانت “باهتة المحتوى.”

وأضاف لنورث برس، أنه كان من المفروض أن يصبح المهرجان فسحةً لمخرجين سوريين شباب ساعين لتحقيق أحلامهم السينمائية “بإمكانات بسيطة.”

ولفت “الزغيّر”، الذي يقيم حالياً في أربيل بإقليم كردستان العراق، إلى أن إدارة المهرجان لم تلتزم بتقديم الجوائز التي أعلنت عنها.

“وكأن إدارة المهرجان كانت تريد تسجيل نشاط بغض النظر عن كلِّ شيء.”

من جانبه، قال أسامة إسماعيل، وهو سيناريست يقيم في اللاذقية، إن المسألة تكمن في “غياب مشاريع السينما عن الخطط الثقافية.”

وأضاف لنورث برس، أنه يجب التركيز على النوع وسط هذا الكمِّ الذي سيزيد من تخريب أساسات هذه الصناعة ولن ينتج تحوّلاً نوعياً، على حدِّ قوله.  

ولفت “إسماعيل” إلى أن الفيلم القصير له لغته وأفكاره وحساسيته المفرطة.

“شاهدت أفلاماً قصيرة، لكنها كانت مملّة وطويلة رغم أن مدتها ربع ساعة، وهي تكوينات ناقصة وخربشات ساذجة تتلف الأعصاب.”

رغم ذلك، رأى السيناريست أن هناك تجارب نالت الإعجاب وسط هذا الزحام الذي أنتجته “إدارات الواسطات التي ضربت بنا وبوعينا.”

وشدد على أنه لا يمكن أن تنهض سينما في العالم كلِّه “ما لم تنهض قبلها حرية الفكرة وعدم تبعية صاحبها.”

لكنه لا يعتقد أن هذا الأمر “يرِد في خاطر المنظومات الفنية والفكرية  القائمة على إنتاج الثقافة في سوريا.”

إعداد: بسام محمد – تحرير: حكيم أحمد