خاص – منطقة صغيرة غرب منبج تضم ست قوى سورية و دولية

منبج – فتاح عيسى/جهاد نبو – NPA
قوات الحكومة السورية مدعومة بالجيش الروسي، مجلس الباب العسكري مدعوماً بالجيش الأمريكي، وفصائل المعارضة المسلحة مدعومةً بالجيش التركي، جميع هذه القوات تتواجد في دائرة لا يتجاوز قطرها الـ10 كم.
 أعلام روسية، سورية، كردية، أمريكية وتركية, جميعها تُرفع في المنطقة الممتدة من قرية “عوسجلي” غرب مدينة منبج وصولاً للــ”عريمة” ومناطق سيطرة درع الفرات.
تعتبر بلدة “العريمة” (20 كم غرب مدينة منبج بريف حلب الشرقي) نقطة التقاء عدة جهات عسكرية، حيث توجد الشرطة العسكرية الروسية إلى جانب قوات الحكومة السورية، وأخرى من مجلس الباب العسكري المنضوية تحت سقف قوات سوريا الديمقراطية في مبنى واحد، وترفرف أعلام هذه القوات معاً فوق مبنى واحد.
قسد والحكومة
مهمة هذه القوات الحفاظ على نقاط الفصل والمراقبة بين قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قوات التحالف الدولي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية من جهة، وقوات الحكومة السورية من جهة ثانية إضافة إلى فصائل المعارضة المسلحة في شمال حلب والتي يدعمها الجيش التركي من جهة ثالثة.
وعلى بعد 3 كيلومترات تتواجد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، حيث يرفرف العلم الأمريكي في قاعدةً قرب قرية عوسجلي شرق بلدة العريمة. 
فيما تراقب الشرطة العسكرية الروسية مهمة قوات حرس الحدود أو ما تسمى محلياً بـ”الهجانة” التابعة لدمشق، وتقوم بتسيير الدوريات المشتركة مع مجلس الباب العسكري الذي يدير البلدة عسكرياً، في أكثر من /15/ نقطة عسكرية لقوات “الهجانة السورية” في محيط البلدة. 
وأعلن المتحدث باسم الشركة العسكرية الروسية, يوسف ماماتوف, في الثامن من كانون الثاني/يناير الماضي عن تسير أول دورية عسكرية لهم في محيط منبج، مشيراً حينها إلى أن مهمتهم تتمثل بضمان الأمن ورصد تحركات التنظيمات المسلحة.
ومن جانبها صرحت الحكومة التركية, التي كانت قد وجهت طلائع من جيشها والفصائل المدعومة من قبلها من جرابلس باتجاه ريف منبج الغربي حين دخلت قوات الجيش السوري وتمركزت في مركز التنسيق الروسي الذي كان يتواجد من عام 2017 بشكل متقطع, بأنها “خطوة استفزازية” .
روسيا و”قسد” 
وشهدت الحدود الفاصلة بين قوات مجلسي منبج والباب العسكري وفصائل المعارضة المسلحة المنضوية تحت سقف غرفة عمليات درع الفرات خروقات عديدة قبل دخول القوات الروسية, حيثُ اشتدت وتيرة الخروقات بعد قرار الانسحاب الأمريكي الذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والذي تزامن مع التهديدات التركية لـ منبج ومناطق شرق الفرات.
وصرح قائد المجلس العسكري لمدينة الباب وريفها (فصيل عسكري تابع لقسد قوامها حوالي 3500 مقاتل حسب قياديه), جمال أبو جمعة, من داخل المبنى المشترك مع القوات الروسية, لوكالة “نورث بريس” أن مركز التنسيق الروسي للمصالحة في سوريا موجود في العريمة للتنسيق مع مجلسهم العسكري، في حين أشار إلى  تسيير الدوريات على الخط الفاصل بين قوات النظام وقواتهم بشكل مستمر.
وأوضح أبو جمعة أن القوات الروسية تواجدت في هذه المنطقة قبل سنتين، لكن مع بداية الهجمة التركية على عفرين انسحبت تلك القوات من المنطقة لمدة 8 أشهر، ثم عادت واستقرت في المنطقة منذ ما يقارب 4 أشهر، وبدأت بتسيير دورياتها مجدداً على نقاط المراقبة (نقاط حرس الحدود) التابعة لقوات النظام السوري، والمتواجدة في قرى العريمة حيث تتواجد القوات الروسية وقوات النظام السوري إضافة إلى قوات مجلس الباب العسكري. 
ورفض أبو جمعة الإدلاء بمعلومات عن عدد القوات الروسية أو قوات النظام السوري أو عدد النقاط التي تتواجد فيها القوات السورية مشيراً إلى أن هذه القوات تتواجد في جميع القرى الحدودية التي تتواجد فيها قوات مجلس الباب العسكري على خطوط الجبهات.
التحالف الدولي
قال قائد المجلس العسكري لمدينة الباب, جمال أبو جمعة, بأن فصائل المعارضة التابعة للجيش التركي تقصف مناطق سيطرتهم رغم التواجد الروسي، مشيراً إلى أن آخر عمليات القصف التي استهدفتهم قبل عدة أيام، أدت لفقدان مقاتل لحياته وإصابة آخر في قرية البويهج غرب العريمة.
ولفت أبو جمعة إلى وجود استفزازات وانتهاكات من قبل فصائل المعارضة المسلحة التركية بشكل شبه يومي وخاصة بعد البدء بطرد مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” من الباغوز [وانتهت الحملة في 23 آذار/مارس الماضي]، حيث تم تكثيف الضغوطات على هذه النقاط ووصلت مستوى الاشتباكات في اليوم الواحد إلى استهداف ثلاث أو أربع قرى على حد وصف القائد في المجلس.
كما أكد أن الاستفزازات التركية تحدث في خط منبج الشمالي حيث توجد قوات للتحالف الدولي. 
وكشف أبو جمعة عدم وجود قوات للتحالف في بلدة العريمة والقرى التابعة لها كونها تتبع لمدينة الباب؛ على الرغم من أن مجلس الباب العسكري يعتبر أحد فصائل قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكياً.
بدورها رفضت القوات الروسية وقوات الحكومة السورية المتواجدة في مركز التنسيق في العريمة، الإدلاء بأية معلومات لوكالة “نورث بريس” حول عملها في المركز، حيث تتواجد قوات الحرس الجمهوري والفرقة الأولى والهجانة وبعض اللجان الشعبية في بلدة العريمة وقراها.
ويقوم المجلس المدني في العريمة بتقديم الخدمات للمواطنين في البلدة وريفها، بالتنسيق مع الإدارة المدنية الديمقراطية في مدينة منبج، ونفى رئيس مجلس البلدة مصطفى محمود المصطفى وجود أي تنسيق بينهم وبين قوات الحكومة السورية التي تتواجد في البلدة كقوة مراقبة، مشيراً إلى أن الخدمات التي يقدمها مجلس البلدة تتم بالتنسيق مع الإدارة المدنية الديمقراطية في مدينة منبج.
تنسيق
الإدارة المدنية لـ منبج والتابعة للإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، أوضحت هي الأخرى على لسان رئيسها المشارك محمد خير شيخو لوكالة “نورث بريس” بأنهم لا يرفضون التعامل مع الحكومة السورية فيما يخص الجانب الخدمي، مشيراً إلى وجود تنسيق رسمي بين إدارتهم والحكومة السورية في عدة مجالات أهمها التنسيق لإعادة السجل المدني للمدينة الذي لم يكلل بالنجاح بعد، مؤكداً أنهم يؤدون عودة كافة المؤسسات الخدمية الحكومية لمدينة منبج.
وصرح شيخو بوجود تنسيق في بعض الأمور, قائلاً: “يوجد معلمون مرتبطون بمديرية التربية في مدينة حلب يمارسون عملهم في مدينة منبج”، وهم لا يرون في ذلك مشكلة كون الهدف هو تعليم أبناء مدينة منبج، وهناك لقاحات للأطفال تصل إلى المدينة من مناطق الحكومة.
وأكد عدم وجود مؤسسة تتبع بشكل كامل للحكومة السورية في مدينة منبج، “لكن يوجد بعض الموظفين المرتبطين بمؤسسات حكومية في مدينة حلب”، وأكد أن هذا الأمر لا يشكل أي عائق أو عقبة أمام تقديم الخدمات للمواطنين.