إسطنبول ـ نورث برس
شنت الطائرات الروسية، الأحد، /27/ غارة جوية تركزت في محيط سجن إدلب، وفي أكثر من موقع بمحيط المدينة.
وكان محللون سياسيون أفادوا نورث برس، بأن روسيا تتوجه نحو تحويل أقوالها إلى أفعال بخصوص هذا الملف، وذلك رغماً عن الضامن التركي.
ويأتي التصعيد الروسي اليوم الأحد، في ظل المماطلة التي تبديها تركيا، حسب الخارجية الروسية، في تنفيذ اتفاق الخامس من آذار/ مارس الماضي.
ويبدو أن روسيا استجابت لتلميحات وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، قبل أيام.
وكان تشاويش أوغلو ألمح في وقت سابق إلى أنه وفي ظل استمرار الخروقات في منطقة إدلب فإن العملية السياسية بحكم المنتهية.
ودعا إلى التركيز على المحادثات السياسية بين موسكو وأنقرة.
وشهدت العاصمة أنقرة خلال الأسبوع الماضي، اجتماعات عقدها وفد روسي مع مسؤولين أتراك بخصوص إدلب.
لكنها لم تفض إلى نتيجة، بحسب تصريحات تركية، إضافة لما تترجمه روسيا على أرض الميدان.
وسبق الحملة العسكرية الروسية بساعات، تقرير لـ “معهد دراسات الحرب”، والذي أشار إلى أن “هجوم النظام على إدلب قد يكون وشيكا”.
وذكر تقرير المعهد أنه “يوجد احتمال بأن تركيا قد وافقت على التنازل عن السيطرة على مناطق في جنوب إدلب للقوات الموالية للحكومة السورية، في اجتماع مع روسيا في 16 أيلول/سبتمبر 2020.
وإذا كانت المعلومات عن اتفاق كهذا صحيحة، فمن المحتمل أن يكون “هجوم الأسد على إدلب وشيكًا”، بحسب المعهد.
وأضاف التقرير أن “قوات المعارضة المدعومة من تركيا والعناصر المنسوبة إلى القاعدة قد تقاتل ضد تقدم قوات النظام المدعومة من روسيا حتى لو لم تتمتع بالدعم التركي.”
ولفت التقرير إلى أن “المنطقة التي من المرجح أن تركيا تنازلت عنها هي المنطقة الواقعة جنوب الطريق السريع M4، وهي ذات المنطقة التي وافقت تركيا على السماح بمرور دوريات روسية فيها في آذار/مارس.”
وحذّر التقرير من أن “هذا الوضع غير قابل للاستمرار، لأن القوات المرتبطة بالقاعدة ترفض الوجود الروسي.”
ومن المحتمل جداً، بحسب التقرير، أن تواجه تركيا رد فعل عنيف من العناصر المنسوبة للقاعدة، والمدنيين المحليين، وحتى قوات المعارضة المدعومة منها بسبب (تفريطها) بتلك الأراضي.
وقال عمر حسون الهاشمي، وهو معارض سياسي تركي ويقيم في قطر، إن “روسيا عبر الإعلام وعبر النظام شنت هجمات على ما تبقى من المحرر لاستخدامها كورقة في المفاوضات مع تركيا.”
وأضاف لنورث برس، أن “روسيا تحاول أن تكرر السيناريو الذي قامت به في الغوطة، معتبرة أن من حقها شن أي هجمات في سوريا وحتى على المحرر.”
وفيما يخص الموقف التركي، رأى “الهاشمي” أن “تركيا تنتهج سياسة الصبر والنفس الطويل وفي نفس الوقت هي الأقدر على حسم الملف إذا تطور الأمر وشنت روسيا هجوماً عسكرياً.”
وكانت روسيا قد أعلنت من دمشق وعلى لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف، أن ملف إدلب هو من أهم أولوياتها، وأن على تركيا تأمين طريق الـ M4، وفصل المعارضة المعتدلة عن المتطرفين.
وشدد لافروف حينها على أن هناك تفاهمات ما بين روسيا وتركيا بهذا الخصوص، وأن تلك التفاهمات “ولو كانت تسير ببطئ إلا أنها سوف تنجح في النهاية.”
وقال سامر إلياس، وهو خبير مختص بالشأن الروسي، ويقيم في موسكو، إن “تركيا لن تقبل بعملية عسكرية كبيرة على إدلب لأن هذا لا يصب في مصلحة تركيا ولا في مصلحة روسيا.”
وأضاف “اليوم هناك خلافات محددة تتعلق بإدلب ومنطقتين في سوريا هما منبج وتل رفعت، وروسيا تصر على فتح الطريقين الدوليين M4 وM5.”
وأشار أيضاً أن الجانب التركي موافق على هذا الموضوع “ولكن الآن تجري الأمور من أجل عقد صفقات تجميلية لإخراج هذا الموضوع بشكل أو بآخر.”
وقال “إلياس” إن “الجانب الروسي يرغب في أن تكون منطقة جنوب (M4) خاضعة لسيطرة النظام وربما تكون تركيا غير ممانعة في ذلك ولكن هي بحاجة لضمانات أكثر بشأن عودة النازحين والمهجرين.”
وأشار إلى أن “المشكلة هي في طريقة إدارة هذه المنطقة في الفترة القريبة المقبلة.”
ويرى “إلياس” أن “الجانب التركي يريد من روسيا أن تنفذ مطالبها بشأن تل رفعت ومنبج لكن الجانب الروسي لا يرغب بتقديم تنازلات بملف طريق M4 وتلك المناطق على وجه التحديد.”