ترامب يهدد ميركل بفرض العقوبات على خطوط أنابيب الغاز وقطع الدعم العسكري

NPA
حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المستشارة الألمانية انجيلا ميركل يوم أمس، بفرض العقوبات على مشروع خط أنابيب الغاز الذي تسعى المانيا تنفيذه مع روسيا، كما شدد ترامب بسحب قواته العسكرية التابعة للناتو من ألمانيا في حال لم تلتزم الأخيرة بدفع النفقات الدفاعية المطلوبة.
ويأتي تحذير ترامب في فرض عقوبات على “مشروع نورد ستريم 2” خشية من أن تصبح برلين “أسيرة” لموسكو، في الوقت الذي تأمل الولايات المتحدة أن تصدر الغاز الطبيعي المسال إلى ألمانيا بدلاً من روسيا.
وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض خلال اجتماع مع الرئيس البولندي أندريه دودا:” نحن نحمي ألمانيا من روسيا، وروسيا تحصل على مليارات ومليارات الدولارات من ألمانيا مقابل الغاز”.
وشكلت هذه التصريحات علامة جديدة عن مدى تآكل العلاقات الأمريكية الألمانية في السنوات الأخيرة، حيث قام الرئيس الأمريكي بتوبيخ حكومة ميركل مرارًا وتكرارًا بشأن مشروع خط الأنابيب والسياسات التجارية والإنفاق الدفاعي، وانتقدت ألمانيا بدورها تحركات ترامب للتخلي عن الاتفاقيات الدولية، بما في ذلك قضية تغير المناخ والاتفاق النووي مع إيران.
وعلى الرغم أن ترامب لم يذكر الشركات أو الحكومات التي من المحتمل أن تواجه عقوبات، إلا أن تعليقات ترامب حول خط أنابيب الغاز ولدت استجابة سريعة من موسكو، حيث قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الرئيس الأمريكي يمارس “سياسة الابتزاز من خلال عقلية المنافسة غير العادلة”.
وسبق أن أشار وزير الطاقة الأمريكي ريك بيري خلال زيارته لأوكرانيا في أيار/مايو الماضي، إنه يتوقع أن يعد الكونجرس تشريعات لمعاقبة الشركات المشاركة في بناء خط الأنابيب، وقام كل من السناتور تيد كروز وجين شاهين، بصياغة مشروع قانون يستهدف فرض العقوبات على السفن التي تساهم في تمديد خطوط الانابيب، كما يتضمن نص المسودة رفض منح التأشيرات الأمريكية للمديرين التنفيذيين من الشركات المرتبطة بتلك السفن، كما يشير نص القانون المقترح بضرورة معاقبة الكيانات التي توفر التأمين المالي للمشروع.
وتخشى الولايات المتحدة الأمريكية من أن روسيا يمكن أن تستخدم امداداتها من الغاز الطبيعي لممارسة الضغط على دول أوروبا الغربية التي تعتمد على الوقود، علاوة على أن إمداد خط أنبوب الغاز من شمال القارة الأوروبية، سيمكن روسيا بسهولة أن تقطع الوقود عن أوكرانيا، التي تعد الآن بلد عبور رئيسي إلى أوروبا.
وأضاف ترامب خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البولندي دودا بأن:” ألمانيا ترتكب خطأً كبيراً بالاعتماد على خط الأنابيب من روسيا”.
ويقول منظمو مشروع” نورد ستريم 2″ أن هناك حاجة إلى خط أنابيب جديد لضمان استمرار تدفق الإمدادات في العقود المقبلة لا سيما مع تقلص الاحتياطيات المحلية في الاتحاد الأوروبي وارتفاع احتياجات الاستيراد، بينما تشكك أصوات معترضة على المشروع بأنه يضر بتماسك الكتلة الأوروبية ويضعف استراتيجية اتحاد الطاقة التي تهدف إلى دمج أسواق الغاز والطاقة في المنطقة، وتنويع مصادر الطاقة وتحسين الأمن.
إحباط ترامب
وبالتوازي، كشف ترامب عن احباطه من الانفاق الدفاعي الألماني حيال حلف الناتو، حيث أوضح خلال المؤتمر الصحفي بأنه ناقش مع الرئيس البولندي إرسال حوالي 2000 جندي إلى بولندا، ومن المرجح بأنه قد يسحب بعض قواته في المانيا إلى بولندا، نظراً إلى أن برلين وفق ترامب لا تنفق بما يكفي على ميزانية الدفاع في حلف الناتو.
وقال ترامب “المانيا تنفق حالياً 1% من الناتج المحلي على الميزانية الدفاعية للناتو، ويجب أن تنفق 2% وفقاً لوثائق الناتو الموقعة في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما”.
ويقدر عدد الجنود الأمريكيين في بولندا عدة آلاف، وإذا ما تحرك ترامب في زيادة هذا العدد في بولندا من خلال تزويدهم من الأراضي الألمانية، قد تسبب هذه المقاربة فجوة كبيرة، لتضاف إلى خلافات أخرى بين برلين وواشنطن على المدى القريب.