ديرك: تصوير المشاهد الأخيرة لفيلم عن نساء من سري كانيه
ديرك – نورث برس
يوشك فريق فيلم “Berbû” على الانتهاء من تصوير المشاهد الأخيرة للفيلم في ديرك (المالكية)، شمال شرقي سوريا، لينتقل القائمون عليه إلى مراحل أخرى لإنتاج الفيلم الذي يُتوقع الانتهاء منه بداية العام القادم.
ويجسّد فيلم ” Berbû” تفاصيل حياة ثلاث نساء أثناء وبعد العملية العسكرية لتركيا والفصائل المسلّحة التابعة لها على سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض العام الفائت.
ويعمل فريق “كومين فيلم روجآفا”، وهي مؤسسة تهتم بالإنتاج السينمائي في مناطق الإدارة الذاتية، على إنتاج الفيلم.
“أحلام نساء”
وقالت سفيناز عفدكي، مؤلفة ومخرجة الفيلم، إن فكرة الفيلم الرئيسية تدور حول أحلام عددٍ من النساء، بعضهن كنَّ على أبواب زواج وأخريات حوامل ينتظرن مولوداً جديداً.
“لكن بدء العملية التركية أطاح بكل ما حلمن به.”
وأضافت: ” نحن كسينمائيين وفنانين لا نحمل سلاحاً حتى نشارك في المعارك، لكن نستطيع سرد القصص وعرضها، ونسبة /80/ % من قصة فيلمنا حقيقية حدثت في سري كانيه والباقي من ضرورات حبكة السيناريو.”
وكانت تركيا قد شنَّت، بمساندة فصائل المعارضة السورية التابعة لها، هجوماً عسكرياً على منطقتي سري كانيه وتل أبيض في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي.
“ستة أشهر”
وعن اختيار موقع التصوير، تشير “عفدكي” إلى أنهم اختاروا حي “السد” بمدينة ديرك لتصوير المشاهد، نظراً لأوجه التشابه بين بيئته وأحياء مدينة سري كانيه.
وبدأ فريق الفيلم التصوير مطلع تموز/يوليو الماضي، ومن المُتوقع أن ينتهي في منتصف تشرين الأول/أكتوبر القادم، في حين سيستمر العمل على المشاهد فيما بعد.
وترجِّح “عفدكي” أن يكون الفيلم جاهزاً للعرض بعد ستة أشهر من تاريخ العمل عليه.
وتنحدر سفيناز عمر عفدكي من مدينة سري كانيه، درست السينما في معهد جكرخوين التابع لبلدية آمد (ديار بكر) في تركيا، وشاركت في إنتاج أفلام طويلة وأخرجت أخرى قصيرة.
كما أخرجت بعد انضمامها لكومين روجآفا فيلماً بعنوان “Mal” (منزل)، بالإضافة إلى عملها كمخرج مساعد في أفلام أخرى من إنتاج كومين فيلم.
ويخطط “كومين فيلم روجآفا” لعرض أول يخصّص للممثلين وطاقم العمل، ليتم فيما بعد عرضه في المراكز الثقافية في شمال شرقي سوريا.
كما تعبِّر مخرجة الفيلم عن أملها في أن يشارك لاحقاً في مهرجات دولية.
“35 ممثلاً”
وترى “عفدكي” أن للمرأة دوراً بارزاً في “روجآفا”، و”استُهدف هذا الدور في العملية العسكرية التركية”، لذلك تناول الفيلم تفاصيل حياة تلك النساء.
“ففي الهجوم الأول اُستشهدت هفرين خلف، الأمين العام لحزب سوريا المستقبل.”
وكانت “خلف” قد تعرضت لعملية اغتيال من قبل عناصر الجيش الوطني السوري التابع لتركيا في الـ/12/ من تشرين الأول/أكتوبر خلال العملية العسكرية التركية.
ويشارك في الفيلم \35\ ممثلاً وممثلة، بينما يبلغ عدد أفراد كادر التصوير خلف الكاميرات \22\ شخصاً، معظمهم من أعضاء “كومين فيلم روجآفا”.
ويضم القسم التقني شخصين إسبانيي الجنسية، وهما عضوان في الكومين منذ نحو ثلاثة أعوام.
ولفتت “عفدكي” إلى أن “الإدارة الذاتية” تدعم إنتاج الفيلم، كما أن لدى القائمين على العمل “ميزانية خاصة.”
وعن الصعوبات التي واجهها القائمون على العمل، قالت المخرجة إنهم كانوا يتخوفون من أن يتسبب انتشار فيروس كورونا بإيقاف التصوير.
“تدريب ومساندة”
ويهتم كومين فيلم روجآفا بالإنتاج والعروض السينمائية، ويقدّم خدمات تدريب بهدف تكوين بنية لتناول العمل والنتاج السينمائي في المنطقة بطريقة أكاديمية.
كما يقدّم المساندة لسينمائيين قادمين من خارج البلاد لتسهيل إنجاز أعمالهم في مناطق شمال وشرقي سوريا.
وقالت بارين رشو، التي تنحدر من مدينة حسكة وتمثِّل دور عروس في الفيلم، إنها تمثّل للمرة الأولى.
وأضافت أنها تجتاز صعوبات واجهتها خلال التصوير “بمساعدة طاقم العمل الذي يتكوّن بغالبيته من نساء.”
ومن بين أعمال الكومين خلال الأعوام الماضية أفلام المدن المدمرة، من أجل الحرية ، الأشجار الوحيدة، الحب في مواجهة الإبادة، وغيرها، بالإضافة إلى أفلام وثائقية وقصيرة.
وتقيم المؤسسة مهرجان روجآفا الدولي يوم الـ/13/ من تشرين الثاني/نوقمبر من كل عام، وهو ذكرى حريق سينما عامودا في العام 1960.
وتعذّر إقامة المهرجان العام الفائت بسبب العملية العسكرية التركية على كل من سري كانيه وتل أبيض.
فيما يعمل القائمون على المهرجان في دورته الخامسة هذا العام للتعريف به على المستوى السينمائي العالمي.