إدلب: اعتداءات متكررة على صحفيين ومنع عمل وسائل إعلامية من قبل هيئة تحرير الشام
إدلب – نورث برس
تستمر تجاوزات هيئة تحرير الشام بشقيها العسكري والمدني (حكومة الإنقاذ) ضد الإعلاميين والصحفيين في إدلب، شمال غربي سوريا.
وكان آخرها اعتقال الإعلامي كنانة هنداوي، مراسل وكالة “ثقة”، في الخامس من الشهر الجاري، من أحد المخيمات في منطقة دير حسان وأطلقت سراحه في نهاية اليوم ذاته.
وكانت الحجة أنه لا يقدِّم طلب “تصريح عمل” من إدارة المخيمات التابعة لحكومة الإنقاذ.
وتحتلّ سوريا المرتبة الأولى عالمياً من حيث حصيلة الضحايا الصحفيين الذين قُتلوا في عام 2019 وفق تقرير أصدرته لجنة حماية الصحافيين في الـ/17/ من تشرين الثاني/نوفمبر 2019.
وتحتل المركز الـ/174/ من أصل /180/ للعام الثاني على التوالي حسب التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2020، والذي نشرته منظمة مراسلون بلا حدود.
“اعتقالات بطريقة مرعبة”
وقال الصحفي لؤي الحموي، لنورث برس، إن “الإنقاذ” تسعى لإيقاف عمل أي قناة تلفزيونية أو وكالة إعلامية في إدلب، “تعمل على نشر انتهاكاتها أو حتى انتقادها.”
وكانت حكومة الإنقاذ قد أصدرت قراراً، الشهر الفائت، يقضي بمنع قناة الآن وقناة اليوم ووكالة ستيب من العمل في إدلب.
ومنعت الصحفيين أيضاً من التعامل مع هذه الوسائل بحجة أنها “تسيء للثورة السورية.”
ووصف الصحفي “أبو محمد”، وهو اسم مستعار، طريقة اعتقاله العام الفائت من قبل الجهاز الأمني في الهيئة بـ”التعسفي بعد انتهاك حرمة منزلي.”
“قامت مجموعة بتطويق منزلي في إحدى مناطق جبل الزاوية، واقتحامه… وقاموا باعتقالي بطريقة مذلّة أمام زوجتي وأطفالي.”
وتابع “أبو محمد” أنه لم يعلم سبب اعتقاله بهذه “الطريقة المرعبة”، إلا بعد عدة أيام قضاها في إحدى السجون، وتبيّن فيما بعد أنهم اعتقلوه بسبب منشور له على موقع “فيسبوك”.
وقال إنه لم يكن يعتقد أن انتقاد حكومة الإنقاذ عبر صفحات التواصل الاجتماعي، سيقوده لأيام عصيبة في سجون الهيئة “والتي استمرت لنحو ستة أشهر.”
وأشار إلى أن هذه الحجة لم تكن الوحيدة بل قاموا باتهامه بعدة أشياء أخرى وهذا ما أطال من فترة اعتقاله وتعرضه لإهانات وتعذيب على يد عناصر الجهاز الأمني، وفق قوله.
“ضرب وتكسير معدات”
وكان صحفيون وإعلاميون قد اعتصموا في العاشر من حزيران/يونيو الماضي في ساحة الساعة وسط مدينة إدلب، احتجاجاً على ضرب وإهانة مجموعة منهم من قبل عناصر تابعين لـهيئة تحرير الشام.
وكان مسلّحون للهيئة قد قاموا بضرب الإعلاميين وتكسير معداتهم بحجة تصويرهم للنساء أثناء تغطيتهم لمرور الدورية التركية-الروسية المشتركة على طريق الـ(M4) بالقرب من مدينة أريحا جنوب المدينة.
وقال أحد الصحفيين الذين شاركوا في هذه الوقفة، والذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن هذه المضايقات لم تكن الأولى، حيث “سبق وتعرضنا لعدة انتهاكات من قبل الهيئة.”
وأشار إلى أن “الهيئة ومثل كل مرة اعتبرت هذا الاعتداء أخطاءً فردية.”
وتصدّرت هيئة تحرير الشام قائمة الجهات المُنتهِكة للحريات الصحفية في سوريا، خلال شهر آب/أغسطس الفائت، وفق التقرير الشهري للمركز الصحفي السوري للحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين.
وقال الصحفي عمر الشامي، وهو اسم مستعار، إنه اعتقل منتصف العام 2019 بمدينة إدلب، أثناء إعداده لتقرير مصوّر كان قد كُلِّف به من قِبل الوسيلة الإعلامية التي يعمل لديها.
وأضاف: “انهال ستة أشخاص عليَّ بالضرب المبرح بعد أن شاهدوا الكاميرا بيدي، واقتادوني إلى إحدى المقرات العسكرية التي كانت قريبة من موقع التصوير.”
“في المقر العسكري، علمت أنهم من هيئة تحرير الشام، حيث قاموا بتفتيش جهازي، وتوجيه عدة أسئلة لم أعلم ما الغاية منها، ثم أخلوا سبيلي.”
وأشار الشامي إلى أنه تقدَّم بشكوى لمسؤول العلاقات الإعلامية في حكومة الإنقاذ، فكان جوابهم أنني كنت أعمل بمنطقة لا يُسمَح بها بالتصوير، علماً أنها منطقة مدنية، بحسب قوله.