اقتراب موسم جني محصول القطن في الرقة وتوقعات بتدني الإنتاج
الرقة – نورث برس
يرى محمد العبد الله (32عاماً)، وهو مزارع من قرية كسرة عفنان، /8/ كم جنوب الرقة، أن سعر الكيلوغرام الواحد من القطن يجب أن يبلغ هذا العام /1200/ ليرة سورية (وهو سعر باهظ وغير متوقع) حتى يغطي تكاليف إنتاجه.
ومع اقتراب موسم جني محصول القطن بريف مدينة الرقة، شمالي سوريا، يتوقع مزارعون أن يكون الإنتاج متدنياً هذا العام ويتخوفون من ألا يغطي التكاليف ما يمكن أن يتسبب لهم بخسائر كبيرة.
انحسار المساحات
ولم يتمكن “العبد الله” من زراعة كامل حقله بالقطن هذا الموسم، وذلك “بسبب التكاليف الباهظة للمستلزمات”.
ووصلت تكلفة الدونم الواحد من القطن هذا الموسم إلى/170/ ألف ليرة سورية، في حين أن تكلفته العام الماضي لم تتجاوز /60/ ألف ليرة، بحسب ما ذكره مزارعون.
ويملك “العبد الله” /50/ دونماً في الطرف الشرقي من قرية كسرة عفنان، لكن مياه الري لا تصل لحقله، لأنه يتموضع في نهاية المروى المستمد بالراحة من مياه نهر الفرات.
ودفعته هذه المشكلة لري حقله بواسطة محرك الديزل، بعد أن زرع نصف المساحة بعلاً بمحصول بزر الجبس تخفيفاً للمصاريف.
وتعتبر زراعة القطن من الزراعات الرئيسية في مدينة الرقة والتي تحتل المرتبة الثانية بعد زراعة القمح من حيث المساحات المزروعة.
مخاوف
وتوقع علي الفرج، رئيس جمعية الخليل الزراعية، أن لا يتجاوز إنتاج القطن في ريف الرقة هذا الموسم /300/ كغ للدونم الواحد.
وبحسب مزارعين من الريف الجنوبي فإن الأسبوع القادم سيكون بداية جني محصول القطن في أرياف الرقة.
وشهد محصول القطن لموسم العام الماضي في مناطق شمال وشرقي سوريا انتكاسة كبيرة، بسبب إصابته بآفة الدودة الشوكية، التي سببت انخفاضاً غير مسبوق في الإنتاج.
ومن التكاليف التي تترتب على مزارعي القطن في ريف الرقة الجنوبي، نقل محصولهم إلى مركز استلام القطن الواقع في السلحبية الغربية، /27/ كم غربي الرقة.
وقال علي العبد الله(32عاماً)، وهو مزارع قطن من الريف الجنوبي، إن تكلفة نقل الطن الواحد من القطن من منطقة الكسرات جنوبي الرقة إلى مركز السلحبية، كانت العام الماضي /25/ ألف ليرة سورية.
لكنه يتوقع أن تصل تكلفة النقل هذا العام إلى مئة ألف ليرة سورية.
ويطالب مزارعون، بافتتاح مركز تسويق للقطن في منطقة الكسرات، “تخفيفاً للمصاريف”.
لكن أحمد العلي، رئيس شركة تطوير المجتمع الزراعي في الرقة، قال إنه لا توجد خطة لافتتاح مركز تسويق لمادة القطن في ريف الرقة الجنوبي هذا العام.
ولفت إلى أنه من الممكن أن يتم تخصيص مركز تسويق للقطن فقط في مدينة الطبقة /52/ كم غربي الرقة.
لكنه لفت إلى كثرة الجسور الصغيرة ووعورة الطريق من منطقة الكسرات إلى مركز السلحبية، “وهو ما يؤثر على البضائع ويزيد تكاليف النقل”.
“التسعيرة بالليرة”
ولم تحدد هيئة الاقتصاد والزراعة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، حتى الآن، سعر شراء القطن من المزارعين.
وكانت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قد حددت، العام الماضي، سعر الكيلو الواحد من القطن بـ/320/ ليرة سورية، خاضعة لاعتبارات نسب الرطوبة والجرام.
ومن المقرر أن تحدد هيئة الاقتصاد في الإدارة الذاتية، يوم غد الأحد، سعر شراء القطن، بحسب ما أفادت به الرئيسة المشاركة للهيئة أمل خزيم.
ولم تكشف “الخزيم” عن التسعيرة المتوقع اعتمادها لشراء محصول القطن من المزارعين.
واكتفت بالقول إنها “ستكون جيدة ومناسبة للمزارعين وإنها ستكون بالليرة السورية وليس بالدولار، بسبب عدم ثبات سعر الصرف في الأسواق السورية.”