عدم استقرار التيار الكهربائي يخلف معاناة وأضراراً مادية لسكان من السويداء

السويداء – نورث برس

اضطرت ميرفت الشاهين (47 عاماً)، من سكان حي الجلاء بمدينة السويداء أن تبيع خاتم زواجها لإصلاح الثلاجة المعطوبة.

وقالت “نتيجة عودة التيار الكهربائي بشكل مفاجئ بعد انقطاعه عدة مرات احترق محرك البراد وكلفني إصلاحه /150/ ألف ليرة.”

وتزايدت الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي مؤخراً في السويداء مع عودته بشكل مفاجئ وبشدات متفاوتة إلى إلحاق أضرار بالغة بالأدوات الكهربائية المنزلية للكثير من السكان.

وخلفت المشكلة المستجدة أعباء مادية جديدة تضاف إلى قائمة المعاناة الحياتية الأخرى جراء تتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعاشية الحاصلة في البلاد.

وقالت “شاهين” “باتت الانقطاعات الكهربائية المتكررة هاجساً لي خشية تضرر باقي الأدوات الكهربائية في منزلي.”

وتساءلت “هل الحكومة السورية قادرة على تعويض الأهالي عن هذه الأعطال والخسائر؟”

“شاهين” لست الوحيدة ممن تضرروا من تلك الانقطاعات في المدينة، فيما ظروف سكانها لا تحتمل أثقالاً مادية جديدة لشراء أو إصلاح أجهزة كهربائية ذات أسعار باهظة.

فسعر البراد الذي كان يشترى عام 2001 بـ /25/ ألف ل.س، عندما كان سعر صرف الدولار /50/ ل.س، أصبح الآن بنحو مليون ليرة، وفق بعض السكان.

في المقابل يبلغ متوسط دخل الموظف في مناطق سيطرة الحكومة السورية /50/ ألف ل.س، ما يعادل /23/ دولار فقط.

وقال قيصر معروف، (50 عاماً) وهو مهندس كهربائي من سكان مدينة صلخد بريف السويداء، إن المولدات التي استقدمتها الحكومة لم تجدِ نفعاً.

وأضاف “تزعم الحكومة السورية أنها استقدمت مولدات كهرباء جديدة من إيران وذات استطاعات عالية ومقاومات أومية تخفف من تلك الانقطاعات الكهربائية المتواترة على تيار المدينة.”

وأشار إلى أنها بدل أن “تحافظ على استقراره النبضي، كانت النتيجة عكسية، إذ تفاوتت شدة التيار الكهربائي بين /220/ و/150/ أمبير ما أدى لتعطيب المعدات الكهربائية المنزلية.”

وكان “معروف” قد استطاع شراء تلفاز لعائلته بعد اشتراكه بجمعية مالية مع أصدقائه، لكنه تعطل بعد ذلك إثر عودة التيار الكهربائي بشكل مفاجئ.

وأصبح الإصلاح أو الشراء أمراً صعب المنال، فراتبه لا يتجاوز /80/ ألف ل.س رغم قضائه /17/ عاماً على رأس وظيفته الحكومية.

وقد تقدم هو وسكان متضررون من جراء تلك الانقطاعات شكوى لمديرية شركة الكهرباء.

“ولكن كالعادة يلقون باللوم على سوء التيار الكهربائي ويحملون السكان المسؤولية في عدم قدرتهم على حماية أجهزتهم الكهربائية وضرورة شراء منظمات كهربائية.”

وقال المهندس نضال نوفل، مدير شركة كهرباء السويداء، إن “سبب الانقطاعات الأخيرة يعود للضغط على كل الشبكة في سوريا بحكم اتصالها ببعضها البعض، وارتباطها بمجموعات التوليد.”

وأضاف أنه ولدى ازدياد الضغط ينخفض التردد ما يؤدي لتفعيل عمل “الحمايات” ما يسبب انقطاع التيار لبضع دقائق، وهذه “الحمايات” تعمل على حماية الشبكة والحفاظ عليها.

أما بخصوص برنامج التقنين أوضح “نوفل” أن التقنين حاليا يستمر ساعتين مقابل إنارة لأربع ساعات، “وفي حال تحسن واقع الكهرباء ستقل الانقطاعات الكهربائية.”

وأشار “نوفل” إلى أن كمية الكهرباء التي تحتاجها السويداء في فصل الصيف هي/120/ ميغا واط تقريباً وفي الشتاء /300/ ميغا واط.

ونوه إلى أن كمية الكهرباء الواردة ليست مخصصة للإنارة فقط وإنما هي أيضا لتشغيل آبار المياه والمشافي والمنطقة الصناعية، كما أن تشغيل وسائل التدفئة شتاء يزيد الأعباء.

وعن محطات التوليد الكهروضوئية، قال إن عددها ست محطات وتنتج حوالي /280/ كيلو واط ساعي وهي كمية ضئيلة جداً مقارنة بحاجة المحافظة.

إعداد : سامي العلي – تحرير : روان أحمد