الحركة المسرحية في اللاذقية بين ضعف القائمين عليه وقلة التمويل

اللاذقية – نورث برس

تشهد الحركة المسرحية في اللاذقية تراجعاً كبيراً، بحسب مسرحيين، رغم وجود بعض العروض التي حظيت بسمعة طيبة لدى الجمهور والنقاد على حد سواء.

إلا أن عروض كثيرة قدمها المسرح القومي في اللاذقية وصفها الجمهور “بالسطحية” فيما وصفها النقاد “بالسخيفة.” 

ويرى نقاد ومسرحيون أن هناك العديد من المعوقات أمام الحركة المسرحية في اللاذقية والتي تحول دون تقديم عروض تحظى برضى الجمهور “وتعيق إمكانية عودة الألق للمسرح في اللاذقية”.

“عروض متناثرة”

وقال الناقد والمخرج ياسر دريباتي: “أعتقد أن المسرح سيظل كسيحاً اجتماعياً إذا لم يستطع دخول البيت السوري وبقي هكذا يتسول متفرجيه.”

وأشار “دريباتي” وهو مؤسس مهرجان “المونودراما العربي الأول” في اللاذقية، إلى أنه وبالرغم من وجود بعض التجارب المسرحية الهامة إلا أن حاله لا يختلف عن حال المسرح السوري.

ووصف العروض المسرحية بأنها “عروض متناثرة عرجاء ينقصها الخيال ولا تثير التعاطف كما ينقصها الطموح الأصيل في تحريرها من قيود التخلف والتبعية والشعور بالدونية.”

وتراهن معظم العروض على اللهجة ليس بوصفها فعل يومي وإنما كوسيلة للإضحاك تحت مسمى كوميديا، وهي تروج لأصحابها فقط وتسيئ لأبسط قواعد المسرح، بحسب كلامه. 

ويرى “دريباتي” أن “مهمة العرض المسرحي ليست تلبية حاجات المتفرج مهما كانت ذات قيمة وإنما بناء علاقات إنسانية وجمالية جديدة تربطه بالعالم من حوله.”

واعتبر أن ازدهار المسرح وتطوره لا يكمن في موهبة رجال الأدب المسرحي فقط وإنما في وجود خطة فكرية وفنية عامة تقوده وأساليب تكنيكية مشتركة.

“فإذا أردنا أن يعزز المسرح فرادة الكائن البشري ويؤسس للحب لابد من إيجاد الخيالي في الأداء والمفرح في التراجيديا والكوميديا، والشيطاني في السخرية العميقة والتراجيدي في المألوف.”

“غيبوبة كاملة”

وقال الفنان نبيل مريش، الذي يعمل في المسرح القومي في اللاذقية، “إن الحركة المسرحية تبدو بحالة انعدام شبه كلي وفاقدة للتوازن.”

وأضاف “العروض تقتصر على أعمال معدودة على مدار العام، وهي لا تعبر عن حركة مسرحية حقيقية.”

 “للأسف، كل الجهات الفاعلة التي شاركت  في حركة المسرح اللاذقاني السابقة هي في غيبوبة كامله.”

ويرى “مريش” أن المعوق الوحيد الذي يعاني منه المسرح في اللاذقية هو التمويل لأنه محصور بوزارة الثقافة في الحكومة السورية.

“ولا يوجد هيئات أو جهات رسمية أو غير رسمية تدعم الحركة المسرحية ناهيك عن أن الفرق الخاصة تصطدم بالقوانين والموافقات الرسمية التي ترهق الأعصاب.”

ويجد “مريش” الحل بمنح الحرية الكافية للمسرحي الحقيقي “المتحمس والموهوب” لكي يوقظ ويدفع بشرارة المنافسة الشريفة، “ولكن هذا أيضاً غير متوفر للأسف.”

و انتقد غياب دور الإعلام في تنشيط الحركة المسرحية، “بصراحة لا أجد من يهتم بالمسرح من وسائل الاعلام على الإطلاق وعملهم يقتصر على نقل خبر العرض.”

فالإعلام لا يهتم بجودة المسرحية أو مستواه الفني، “لا يوجد إعلاميون حقيقيون يتابعون ويهتمون بحركة المسرح وظلم الإعلام يقع على كاهل الحركة المسرحية.”

ومع أن “مريش” لا يرى أفاقاً للمسرح تبشّر بالانفتاح إلا أن “هناك حاجة لمناخ مناسب لخلق حركة مسرحية تستحق المشاهدة والمتابعة”، بحسب وصفه.

إعداد : بسام محمد – تحرير : روان أحمد