مصدر رسمي فلسطيني: أصدرنا تعليمات لتهدئة الغضب الإعلامي ضد الإمارات

رام الله ـ نورث برس

كشف مصدر رسمي فلسطيني، الأربعاء، عن تعليمات وجهها رئيس السلطة محمود عباس لهيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمي، بوقف أي تقارير ومضامين تتعرض للإمارات ولولي العهد محمد بن زياد آل نهيان.

وجاء ذلك، إثر التوتر الحاصل بسبب اتفاق التطبيع بين أبو ظبي وتل أبيب والذي سيتم توقيعه الثلاثاء المقبل في واشنطن.

وقال المصدر المقرب من الرئاسة الفلسطينية، لنورث برس، إن هذه التعليمات جاءت بعد رسائل إماراتية إلى رام الله عبر أطراف عربية لا سيما مصر.

وتنصح تلك الرسائل عباس، بعدم التعرض لها ووقف الحملة الإعلامية ضد أبو ظبي، لأن “السلطة هي الخاسر الأكبر من وراء ذلك”.

وأعربت الإمارات عبر الرسائل عن رفضها “بقوة” لحرق علم الإمارات وصورة محمد بن زايد خلال مسيرات غاضبة في الأراضي الفلسطينية.

وتشهد العلاقات بين الإمارات والسلطة الفلسطينية توتراً منذ عام 2012 على إثر احتضان أبو ظبي للقيادي الفلسطيني المفصول من حركة “فتح” محمد دحلان.

ورفض حينها الرئيس الفلسطيني وساطة الإمارات بحل الخلاف، الأمر الذي “فجر العلاقة” بين الطرفين وأدى إلى وقف الإمارات دعمها المالي للسلطة منذ عام 2012.

وبحسب ما أفاد به مصدر سياسي كبير يقيم في رام الله نورث برس، فإن قلق السلطة من اتفاق التطبيع الإماراتي “مُركّب”.

وينبع ذلك “القلق” من رفض الطرف الفلسطيني لأي اتفاقات تطبيعية بين العرب وإسرائيل قبل حل القضية الفلسطينية.

و”يخشى” فريق عباس، من أن يتيح الاتفاق الفرصة أمام الإمارات للعب دور لافت في ترتيب البيت الفلسطيني وصياغة مرحلة ما بعد عباس وفقاً لرؤيتها، مع إعادة “دحلان” إلى رام الله ليلعب دوراً في المرحلة المقبلة، بحسب المصدر.

وقال مراسلون فلسطينيون يعملون لصالح قنوات فضائية مقربة من الإمارات لنورث برس، إنهم تلقوا تعليمات من إدارات هذه القنوات في الإمارات تدعوهم إلى “تجميد” نزولهم إلى الشارع في الضفة الغربية في هذه الفترة.

ويأتي ذلك بسبب غضب الفلسطينيين من كل ما يتصل بالإمارات بسبب اتفاق التطبيع، على أن يستعيدوا نشاطهم بعد أن يهدأ الشارع الفلسطيني.

وبرزت وجهات نظر متباينة في أوساط المثقفين والساسة الفلسطينيين بشأن الطريقة التي يجب أن يعبروا من خلالها عن رفضهم للتطبيع العربي-الإسرائيلي المتنامي.

وقال البعض إنه يجب الاتفاق على طريقة الرفض الفلسطينية للاتفاق الإمارتي – الإسرائيلي دون الاشتباك السياسي والإعلامي مع الدول العربية وبطريقة لا تؤدي إلى خسارة الفلسطينيين للعمق العربي.

إعداد: أحمد اسماعيل ـ تحرير: معاذ الحمد