تكررت خلال الشهر الفائت.. قصف تركي وسرقات واشتباكات للمعارضة المسلحة بسري كانيه

تل تمر – نورث برس

تشهد منطقة سري كانيه (رأس العين)، شمال مدينة الحسكة، تصاعداً في حدة الخلافات بين فصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا مؤخراً على المسروقات والنفوذ، وسط فلتان أمني وانتهاكات في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

من جانبها، تستمر القوات التركية بقصف القرى الآهلة بالسكان المدنيين في ريفي تل تمر و أبو راسين شمال الحسكة، بالرغم من توقيعها اتفاقيتي وقف إطلاق للنار.

“اشتباكات بين الفصائل”

وقال سكان من مدينة سري كانيه، رفضوا كشف أسمائهم، لنورث برس، إن الخلافات والاشتباكات داخل صفوف الفصائل تتعمق يوماً بعد آخر، وإن غالبية أسبابها تعود إلى خلافات حول النفوذ والمسروقات”.

واندلعت اشتباكات، في السابع من أيلول/ سبتمبر الجاري، بالأسلحة الثقيلة بين فصيلي “أحرار الشرقية” و”الحمزات” في المعارضة المسلحة، في بلدة مبروكة بريف سري كانيه.

وأدت تلك الاشتباكات إلى قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.

وكانت مصادر محلية قد أفادت “نورث برس”، في الـ/20/ من آب/ أغسطس الفائت، بوقوع اشتباكات بين فصيلي “درع الحسكة” ومجموعة من عشيرة “الموالي” (تابعة لفرقة الحمزة)، داخل مدينة سري كانيه.

الاشتباكات أسفرت آنذاك عن وقوع ثلاثة قتلى وخمسة جرحى من الجانبين.

وتسيطر تركيا وفصائل المعارضة التابعة لها على منطقتي سري كانيه وتل أبيض بعد هجوم عسكري شنته العام الماضي على المنطقة انتهى باتفاقين لوقف إطلاق النار مع كل من الجانبين الأمريكي والروسي.

“سرقات”

وفي خضم الخلافات بين الفصائل، تفيد شهادات حصلت عليها “نورث برس” من سكان محليين، بازدياد الانتهاكات بحق المدنيين وسلب ممتلكاتهم الخاصة ونهب مرافق عامة.

فقد قامت الفصائل المسلحة، في الـ29 من آب/ أغسطس الفائت، بسرقة غطاسات الآبار ومولدات المزارعين في قرية “عباة” بريف مدينة سري كانيه.

وفي الرابع من أيلول/ سبتمبر الجاري، قامت “فرقة السلطان مراد” بمحاصرة منازل في قرية “لوذي” بريف سري كانيه، لاعتقال شبان اعترضوا على استيلاء مجموعات المعارضة على مساعدات جاءت للمنطقة.

وتدخل سكان القرية لمنع اعتقال الشبان، الأمر الذي أدى لشجار لفظي مع المسلحين، قام عناصر “السلطان مراد” بعدها بإطلاق النار في الهواء وتفرقة السكان.

وأكدت المصادر من داخل القرية، خروج السكان بعد حادثة إطلاق النار في مظاهرة ضد “السلطان مراد” و”الشرطة العسكرية” في القرية مطالبين بخروجهم.

في حين تداولت مواقع وصفحات أخبارية، في اليوم نفسه، أنباء عن قيام المعارضة المسلحة بسرقة شبكات الكهرباء بريف سري كانيه، لاستخراج المعادن من النحاس والألمنيوم، وبيعها كخردة في أسواق تركيا.

وقامت الفصائل المسلحة، في الرابع من أيلول/ سبتمبر الجاري، بخطف مدني وابنه من قرية “أم حرملة” بريف بلدة أبو راسين شمال الحسكة.

وقال سكان إن عناصر الفصائل اقتادوهما إلى سجن قرية “أم عشبة” بريف بلدة تل تمر، دون معرفة الأسباب الحقيقية للاعتقال، ولايزال مصيرهما مجهولاً، بحسب مصادر من القرية.

كما اعتقلت الفصائل المسلحة، في اليوم التالي، خمسة مدنيين من قرية “بئر نوح” في ريف بلدة تل تمر، واقتادتهم إلى مكان مجهول، وذلك بتهمة “التعامل مع قوات سوريا الديمقراطية”.

تفجيرات وقصف

من جانب آخر، تشهد منطقة سري كانيه وريفها حالة من الفلتان الأمني، إذ شهدت البلدة خلال شهر آب/ أغسطس الفائت خمسة تفجيرات في المدينة وريفها.

وتستمر القوات التركية والمعارضة المسلحة التابعة لها، بقصف أرياف بلدة تل تمر وأبو راسين شمال الحسكة، بالرغم من توقيعها اتفاقيتي وقف إطلاق النار مع كل من الجانبين الأمريكي والروسي.

ففي الخامس من أيلول/ سبتمبر الجاري، شهد ريف بلدة تل تمر الشمالي، قصفاً مكثفاً من قبل الجيش التركي والفصائل الموالية لها بقذائف الهاون والمدفعية، استهدف قرى “عبوش، أم الخير وتل محمد ومركز بلدة زركان”.

صيانة خطوط  الكهرباء

وتسبب القصف التركي، مطلع الأسبوع الحالي، على ريف تل تمر وبلدة أبو راسين، بإلحاق أضرار كبيرة في خطوط الكهرباء.

وقال فهد سمعيلة الإداري في مديرية كهرباء تل تمر، لـ”نورث برس”، إن الأضرار تركزت على مسافة /1/ كم تقريباً، “ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن /28/ قرية واقعة بين بلدتي تل تمر وأبو راسين”.

وأضاف أن ورشات الصيانة في المديرية تعمل على إصلاح الخطوط المتضررة وإعادة الكهرباء إلى تلك القرى.

إعداد: دلسوز يوسف – تحرير: عكيد مشمش