السويداء.. سكانٌ يتهمون الحكومة بعدم الشفافية في كشف أسباب أزمة البنزين
السويداء – نورث برس
يبحث باسم الطويل (44 عاماً)، وهو سائق تكسي عمومي في مدينة السويداء جنوبي سوريا، عن محطات الوقود الأقل ازدحاماً داخل المدينة، ليستطيع العمل وتأمين احتياجات أسرته.
وتشهد محافظة السويداء ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة الحكومة السورية، منذ أيام، تفاقماً حاداً لأزمة البنزين، ما تسبب بحالة ازدحام شديدة على محطات الوقود في انتظار الحصول على مخصصاتها.
ازدحام وشجارات
ويضطر “الطويل” وآخرون للبقاء يوماً كاملاً أحياناً داخل سياراتهم للحصول على ثلاثين لتراً فقط من البنزين، ما يجبر بعضهم على شراء بنزين بسعر حر “يبلغ ألف ليرة لليتر الواحد.”
وكان قرار من وزارة النفط السورية صدر قبل أيام، قد قضى بتخفيض الكمية المخصصة من البنزين للسيارة الخاصة من /40/ ليتراً إلى /30/ ليتراً.
وأفاد موقع السويداء 24 أن خلافاً نشب بين شخصين أثناء اصطفاف طابور سيارات على محطة المرعي جنوبي المدينة، الأحد الفائت، وتطور لاستدعاء أحدهما لعناصر مجموعة مسلّحة.
وأطلق المسلّحون النيران ما أدى لإصابة ثلاثة أشخاص بجروح، قام مجموعة أشخاص على إثرها بمهاجمة المحطة وتحطيمها، وفق المصدر نفسه.
“فقدان ثقة”
وانتقد نائل شرف الدين (55 عاماً)، وهو مهندس من سكان مدينة شهبا، نقص البنزين في محطات الوقود وتوافره بجانبها وعلى الأرصفة بأسعار باهظة.
وقال: “ما يثير غضبك هو ارتباط الباعة المحليين بأصحاب محطات الوقود ومن خلفهم بعض المسؤولين الحكوميين المنتفعين في السويداء، كل ذلك يحدث على مرأى من الجميع.”
واعتبر “شرف الدين” أزمة البنزين من الأزمات “المختلقة والممنهجة من قبل الجهات الحكومية.”
وقال إن الشفافية غائبة لدى الحكومة في توضيح الأسباب الحقيقية والموجبة “لنقص مادة البنزين بهذا الشكل المفاجئ.”
وأضاف أن الفساد والعلاقات المشبوهة بين أصحاب محطات الوقود وبعض ضعاف النفوس من اللجان التموينية ولجان المحروقات الحكومية “خلق حنقاً متزايداً لدى المواطنين.”
وفقدان الثقة بسياسات الحكومة ليست بالشيء الجديد، “فهي قائمة منذ خمسة عقود ماضية”، على حدِّ قوله.
“تخفيض مخصصات”
وتقوم “كازية بلان”، في المدخل الشمالي لمدينة السويداء، بتوزيع كميات البنزين التي تستلمها على الآليات بإشراف لجنة الرقابة التموينية، بحسب ما أورده صاحبها علي بلان.
ولفت “بلان” إلى أن سبب الازدحام خلال هذه الأيام هو “تخفيض الكميات المحددة لمحافظة السويداء وهبوطها إلى النصف لأسباب نجهلها.”
ونفى صاحب المحطة صحة اتهامات المواطنين بأنه يقوم بتهريب البنزين إلى درعا ونحو الأسواق السوداء وقال “إنها لا تستند إلى دليل.”
بينما عزا عاطف الحسين، نائب رئيس لجنة المحروقات في مجلس محافظة السويداء، الازدحام الحاصل إلى “الشائعات التي تدبُّ بين أصحاب السيارات.”
وأضاف: “كما أن قيام بعض الجهات غير الوطنية بنشر كلام عن احتمالية حصول انقطاع بمادة البنزين للمحافظة، يدفع الجميع نحو المحطات، فيسببون هذا الازدحام الذي لا مبرر له.”
لكنه استدرك: “حصل بعض التأخير في إرسال الكميات والمخصصات الكاملة للمحافظة لأسباب تقنية وستعود الأمور إلى وضعها الطبيعي في الأيام المقبلة.”

وتبلغ المخصصات المعتادة للسويداء من مادة البنزين تسع توريدات يومية من الصهاريج بطاقة استيعابية تقدر بـ/40/ ألف لتر من البنزين لكل ناقلة، بحسب لجنة المحروقات.
وقال “الحسين” إن تلك الكمية يتم توزيعها حسب الكثافة السكانية للحدود الإدارية للمحافظة، “بمعدل خمسة صهاريج يومياً إلى مدينة السويداء وأربعة صهاريج إلى باقي المدن والبلدات في المحافظة.”
وأضاف أنه سيتم تجاوز النقص في مادة البنزين خلال أيام، وفق ما أُبلغوا من قبل إدارة الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية “محروقات”.