بلدة السيدة زينب بريف دمشق.. غياب المؤسسات الحكومية يتيح حضوراً متزايداً للمؤسسات الإيرانية

دمشق – نورث برس

تعاني بلدة السيدة زينب بريف دمشق من إهمال ونقص في الخدمات، فيما يقتصر الاهتمام الحكومي على بضعة مراكز شرطية ومؤسسات عامة ذات دور شكلي.

وأتاح غياب المؤسسات الحكومية المجال أمام المؤسسات الإيرانية لتأدية أدوار خدمية في البلدة التي يعود الحضور العسكري الإيراني فيها إلى بدايات الحرب السورية.

وتعتبر السيدة زينب (/10/ كم جنوب العاصمة)، من أهم مواقع السياحة الدينية في سوريا، حيث يزورها عشرات الآلاف من الزوار الشيعة، غالبيتهم من إيران والعراق.

غياب الخدمات

وقال عبد الجواد صالح قرقماش (35 عاماً)، من سكان حي الفاطمية بالبلدة، “منذ بداية الأزمة السورية والمؤسسات الحكومية غائبة بشكل شبه تام عن بلدة السيدة زينب.”

وأضاف أن الأعطال المتكررة في التيار الكهربائي وفي شبكة المياه “تتم صيانتها بجهود السكان.”

وأشار “قرقماش” إلى أن المؤسسات الحكومية عادت بعد تأمين العاصمة ومحيطها وخروج الجماعات المسلّحة منها، و”تعهدت بتأهيل المنطقة وإعادتها كواجهة للسياحة الدينية.”

وقال إن “العمل الحكومي لا يزال قاصراً، ويلاحظ زائر البلدة التي تحوي أهم المزارات الدينية حجم الإهمال الحكومي، لا سيما الطرقات والمرافق العامة المتهالكة.”

وتم تأمين محيط البلدة بشكل كامل مطلع عام 2018، بعد خروج المسلّحين من الغوطة إثر عمليات التسوية والمصالحات التي حصلت في محيط السيدة زينب، ولا سيما بلدات عقربا وبيت سحم وببيلا.

فراغ حكومي

وبالرغم من انتشار المشاريع العمرانية في منطقة السيدة زينب من بناء فنادق ومرافق سياحية، يقوم بها مستثمرون سوريون لجذب المزيد من السياح، إلا أن الإهمال الحكومي مستمر، وفق بعض السكان.

وأتاح غياب المؤسسات الحكومية الفرصة أمام المؤسسات الإيرانية التي تعمل على توفير الخدمات بالتزامن مع محاولة فرض أجندة ثقافية وإيديولوجية، وفقاً لمتابعين للشأن السوري.

وتُتَهَمُ إيران بالعمل على استمالة الشيعة السوريين وتجنيدهم ضمن مليشيات تعزز نفوذها العسكري.

كما تتهمها أطراف معارِضة بالمساهمة في تفشي الخطاب الطائفي، وتنفيذ حملات تشييع في سوريا.

بلدة الست زينب

بديل إيراني

وقال حسين نايف كنعان، من سكان حي ساحة العراقية، لنورث برس، إن مؤسسة جهاد البناء “بدأت مؤخراً بعمليات تأهيل معظم الطرقات وإنارة الشوارع والمرافق الخدمية.”

وأضاف أنها عملت أيضاً على صيانة شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي “وقامت بما لم تقم به الحكومة في منطقتنا.”

وشملَ نشاطها خلال العام الفائت تنظيم الحدائق العامة وتجميل الطرق المؤدية إلى مقام السيدة زينب بالإضافة إلى مدِّ خطوط التوتر العالي وإصلاح شبكات الصرف الصحي، فضلاً عن مشاريع أخرى قيد التنفيذ، بحسب “كنعان”.

قبول حكومي

وقال المهندس ثائر محمد زم، نائب مسؤول مؤسسة جهاد البناء، لنورث برس إنهم نفذوا سلسلة مشاريع حيوية للنهوض بالواقع الخدمي بـ”التوافق مع الحكومة السورية.”

وأضاف أن مؤسستهم عانت التهميش خلال الأزمة، وأن هدفها هو “تثبيت دعائم الاستقرار الخدمي في السيدة زينب وإعادتها للواجهة السياحية كأحد أهم المزارات الدينية في سوريا.”

وأشار إلى أن سكان السيدة زينب عانوا بسبب البنية التحتية المتهالكة، “إذ لا يمكن للمنطقة التي تتمتع برمزية دينية لدى مختلف الطوائف المسلمة، وخاصةً الشيعة، أن تعيش أوضاعاً خدميةً مزرية.”

وسبق أن تحدّث سكانٌ من بلدتي نُبّل والزهراء الشيعيتين بريف حلب، في تقريرٍ سابق لنورث برس، عن تزايد حملات التشيّع وطغيان المدِّ الثقافي الإيراني.

وتضم بلدة السيدة زينب أهم المراكز الثقافية والعسكرية للميلشيات الإيرانية وحزب الله.

وكانت البلدة على مدار سنوات الحرب، الركيزة الأساسية لهذه القوات ومنطلق عملياتها في الجنوب السوري وغوطة دمشق.

إعداد: جان حداد – تحرير: جان علي