أزمة بنزين حادة في عدة محافظات خاضعة للحكومة السورية
نورث برس
يضطر سامر عرناوي، وهو رجل ستيني من سكان منطقة جرمانا بريف دمشق، أن يقضي وقتاً طويلاً في انتظار تعبئة سيارته بالوقود، رغم أنه توجه منذ منتصف الليلة السابقة للمحطة المجاورة لمنزله.
وتفاقمت، منذ حوالي أسبوع، أزمة وقود خانقة في محافظات سورية خاضعة لسيطرة الحكومة، وأدت لاكتظاظ عدد كبير من السيارات على محطات البنزين وطوابير لمسافة بلغت كيلومتراً في بعض الأحيان.
إجراء حكومي
وكان مصطفى حصوية، مدير عام شركة “محروقات”، قد نفى أواخر آب/ أغسطس الفائت في تصريح لصحيفة “تشرين” الحكومية الرسمية، وجود شح أو نقص في مادة البنزين.
وأعاد “حصوية” سبب الازدحام على محطات الوقود إلى نهاية الموسم السياحي وإقبال المواطنين على زيارة الساحل قبل بدء العام الدراسي.
لكن “عرناوي” يقول: “إذا كان كلام القائمين على المحروقات صحيحاً، فلماذا لم نشهد هذه الأزمة الحادة خلال ذروة فصل الصيف؟ اليوم الحركة داخل وخارج المدن باتت خفيفة رغم بدء افتتاح المدارس.”
ونقلت صحيفة “الوطن” الموالية لحكومة دمشق عن مصدر في وزارة النفط قبل يومين، أنه تم تخفيض كمية تعبئة البنزين الواحدة للسيارات الخاصة من /40/ ليتراً إلى /30/ ليتراً.
وقال المصدر “إنه إجراء مؤقت، لحين توفر كميات أكبر من البنزين.”

“سأبحث عن عمل”
وفي حلب، قال سائقون إنهم بدؤوا يفكرون بالبحث عن عمل آخر، لصعوبة حصولهم على كميات من البنزين تكفي أعمالهم، إلى جانب إصدار تعميم بمنع “البيع الحر”.
وكان فرع “ساد كوب” بحلب قد أصدر في الـ/21/ من آب/ أغسطس الفائت قراراً بالتوقف عن “البيع الحر” في محطات الوقود واقتصار التعبئة على البطاقة الذكية فقط.
وقال علي الأطرش (47 عاماً)، وهو سائق من مدينة حلب، إنه يعمل لمدة خمس ساعات فقط في اليوم الواحد لأن مخصصاته اليومية هي عشرة لترات، “وهي لا تكفي لعمل سبع ساعات في اليوم.”
وأضاف سيضطر في هذه الحال لإيقاف عمله على التكسي والبحث عن عمل آخر لكي يستطيع دفع مصاريف أولاده الخمسة.
“كما لا أستطيع تأمين البنزين كل يوم بسبب الازدحام الذي يجبرني على قضاء ما يقارب يوماً كاملاً بين محطات الوقود لأحصل في النهاية على عشرة لترات فقط.”
ولفت “الأطرش” أن مخصصاته الشهرية البالغة /350/ لتراً لا تكفي سيارته الأجرة (التكسي) للعمل على مدار شهر كامل، وأن “تعميم منع بيع بنزين الحر دليل على عدم توفره”.
وحاولت نورث برس الاتصال بإدارة فرع “ساد كوب” بحلب لكنها رفضت التعليق على نقص مادتي البنزين والمازوت في المدينة.
لكن مدير الشركة، سائد البيك، كان قد قال في تصريح سابق لنورث برس، إنّ محافظة حلب شهدت نقصاً في مخصصاتها بمادة البنزين بسبب عطل فني في مصفاة بانياس التي تغذّي المحافظة.
ووعد، آنذاك، بإصلاح العطل في /13/ من آب/أغسطس الفائت، لكن الأزمة تفاقمت أكثر مؤخراً.
“شحنات متباعدة”
وقال علي سمرة (45 عاماً)، الذي يمتلك محطة وقود على طريق اللاذقية- طرطوس، إن الكميات المخصصة لمحطته “لم تخفض ولكن باتت تصل في مواعيد متباعدة دون توضيح من قبل لجنة المحروقات.”
وأضاف أن “أرتالاً من السيارات والدراجات تتوافد وتنتظر لوقت طويل، نتيجة تأخر وصول البنزين”.
ولجأ بعض أصحاب السيارات لركن سياراتهم بالقرب من المحطة خشية نفاد ما تبقى من الوقود فيها، بحسب ما ذكره “سمرة”.
“سوق سوداء”
لكن يامن علوني، الذي يسكن بالقرب من محطة لتعبئة الوقود في قرية “حميميم” بمنطقة جبلة، قال إن الكميات التي ترسل لبعض المحطات يتم بيعها في السوق السوداء.
وأضاف: “وهناك أصحاب كازيات يقومون منذ أشهر بتهريب البنزين إلى مناطق مجاورة بحماة وإدلب.”
وذكر أنه “يتم فتح المحطة لبضع ساعات عند وجود لجان رقابة، ومن ثم يتم إغلاقها والمتاجرة بالكميات المتبقية، ويمكن مشاهدة بائعي البنزين على الطرقات وفي أكثر من مدينة.”