إدارة منبج تجري تغييرات في صفوفها إرضاء لتركيا

منبج – فتاح عيسى/جهاد نبو –  NPA

أكدت المسؤولة الأولى في مدينة منبج (شمال سوريا) أنهم أجروا تغييرات في صفوف قياداتهم العسكرية “لأننا نريد أن نثبت النية السليمة تجاه أي دولة أو أي حكومة، ولأننا دعاة سلام” حسب قولها، كما أكدت أنهم المخوّلون الوحيدون لتحديد خارطة طريق لمدينتهم.

تأتي تصريحات (نزيفة خلو) الرئيسة المشتركة في ادارة المدنية لـمنبج وريفها، في وقت أعلن “الجيش الوطني” (قوات المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا) تخريج دفعة جديدة من عناصره، استعدادًا لعملية تركية مزمعة في منبج وشرق الفرات. 

وتهدّد تركيا بشن عملية عسكرية على منبج في حال فشل “التفاهمات السياسية” مع إدارة المدينة (المنضوية تحت سقف مجلس سوريا الديمقراطية) المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

واوضحت خلو في تصريح خاص لــ “نورث بريس”، “إن معارضة القوى الكبرى إضافة لمشاكل تركيا الداخلية، أدت لتراجع التهديدات التركية”، مؤكدة أن قوات التحالف وعلى رأسها أمريكا تدعم وتسعى لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

وتقول نزيفة خلّو، أنه “بالنسبة لخارطة الطريق في منبج فإن الأهالي هم من يحددون مصير مدينتهم، إضافة إلى أن تركيا تختلق الحجج لتحتل المنطقة، وكانت ترفع سقف توقعاتها وتطالب بالدوريات المشتركة، وأخيراً طالبت بالمنطقة الآمنة التي لا يقبلها أي سوري في مناطق شمال وشرق سوريا”.

وقالت بلهجة مرنة: “نحن دعاة السلام، ونريد أن نثبت حسن النية التي نعمل وفقها”.

ومازالت الدوريات المشتركة بين التحالف الدولي و تركيا تسيّر على خطوط التماس على نهر “الساجور” في المناطق التابعة لدرع الفرات (شمال المدينة) ولم تدخل المدينة بشكل مطلق.

ولكن قوات المعارضة السورية، المدعومة من تركيا، تتحضّر عسكريا للبدء بعملية ضد منبج وهي “بانتظار نتائج التفاهمات السياسية” حسبما يقول المتحدث باسم “الجيش الوطني” الرائد يوسف الحمود.

ويضيف القيادي العسكري في المعارضة المسلحة (في تصريحات إعلامية أمس)، أن “المعركة ستبدأ مباشرة في حال وصلت العملية السياسية إلى أبواب مغلقة، وعندها يكون الحل العسكري أكثر كلفة”.

ولكن الرئيسة المشاركة في إدارة منبج لها رأي آخر، فهي ترى أن “جميع الدول العربية والأوروبية ضدها (تركيا – بخصوص عملية عسكرية في منبج)”. 

وتضيف مشيرة إلى تركيا: “أغلب الدول ضد تدخلها في مناطق شمال وشرق سوريا، وخاصة أن أمريكا هددت بزعزعة اقتصادها إن أقدمت على أي هجوم، وأيضاً روسيا كان لها رأي في هذا الموضوع، لذلك أصبح الاحتلال التركي أمراً يعني جميع الدول الأجنبية والعربية”.

 

وحول التهديدات التركية الأخيرة بمهاجمة المنطقة، إن لم تنجح “التفاهمات السياسية  مع الجانب الأمريكي، ترى نظيفة خلو أن تركيا “الآن في موقف ضعيف، لفوز عدة أحزاب في الانتخابات الأخيرة، وحزب العدالة فقد الشعبية في بعض المناطق، وهذا يخلق حالة من الفوضى والزعزعة لديهم”.

وحول مخاوف تركيا من وجود مقاتلي وحدات حماية الشعب في المدينة، تقول المسؤولة الأولى في إدارة منبج: “كان هناك بعض التغييرات، وحددت الدولة التركية أهم مطالبها بإخراج وحدات حماية الشعب من المنطقة، وتلك الوحدات صرحت بانسحابها  في بيان رسمي على مرأى العالم، وأصبحت هناك دوريات مشتركة، وهناك بعض الأمور قمنا بها لنرى الخطة التي تتبعها تركيا، نحن نريد أن نثبت النية السليمة تجاه أي دولة أو أي حكومة، ولأننا دعاة سلام”.

وتؤكد: “يوجد تنسيق بين المجالس المدنية وقوات التحالف(الدولي)، وخاصة مع الدبلوماسيين والسياسيين في بعض الأحيان، وهناك زيارات من بعض الشخصيات الهامة من الولايات المتحدة الأمريكية، وفي جميع الاجتماعات التي نعقدها مع التحالف يركزون على جهود الاستقرار، وهناك شخصيات من الخارجية الأمريكية ومن الكونغرس وشخصيات هامة قامت بزيارتنا وتحاورت معنا”.