إسطنبول – نورث برس
يترقب اللاجئون السوريون بحذر وقلق، ما ستؤول إليه الأمور في تركيا خاصةً بعد تحذيرات من دخول تركيا المرحلة الثانية من فترة انتشار فيروس كورونا.
ويخشى السوريون من القرارات التي ستصدرها السلطات التركية والتي ستنعكس سلباً على حياتهم المعيشية والاقتصادية.
وتعاني نسبة كبيرة من اللاجئين السوريين من قلة فرص العمل وتدني الرواتب والأجور، في ظل المسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقهم.
وكان وزير الصحة التركي، فخر الدين قوجة، قد ذكر الأربعاء الماضي أن تركيا تشهد الذروة الثانية من انتشار فيروس كورونا.
وأشار إلى أن السبب وراء ذلك هو الإهمال خلال فترة الأعياد والأعراس، وهو الأمر الذي أوصل البلد إلى هذه العتبة، على حدِّ تعبيره.
ومما زاد المخاوف لدى اللاجئين السوريين بشكل كبير هو إعلان وزير الصحة التركي أيضاً أن إسطنبول وإزمير وبورصة وأرضروم وسيواس وقيصري ما زالت ضمن المدن الخطيرة من حيث انتشار كورونا.
ويخشى اللاجئون السوريون والعمالة السورية بشكل عام من مسألة فرض الحجر الصحي، التي من شأنها أن تجعل كثيراً منهم يخسر عمله وبالتالي تزداد الضغوط الاقتصادية والمعيشية عليهم.
وتعليقاً على ذلك، قال قيس الحسن، وهو ناشط حقوقي يقيم في إسطنبول، لنورث برس: “نعم هناك موجة جديدة ولربما تكون أخطر من سابقتها.”
ومع زيادة التحذير من مخاطر هذه الموجة، قال “الحسن”: “أعتقد بأنه سيكون هنالك حجر إجباري ووفقاً لحجم الموجة ستكون مدته طويلة.”
وأضاف: “بالنسبة للسوريين الذين يقطنون في إسطنبول، أعتقد ستكون تلك الموجة أقسى مما سبق.”
ويرجع ذلك إلى أن جميع قاطني إسطنبول تأثروا بشكل مباشر بارتدادات الموجة الأولى “وشاهدنا تبعاتها الاقتصادية تباعاً”، بحسب “الحسن”.
وأشار إلى أنه وفقاً للتحذيرات فسيلحق الضرر الأكبر بالسوريين “عمال المياومة” نظراً لأن الكثير منهم سيفقد فرص العمل وسيؤدي ذلك إلى تبعات اقتصادية كبيرة.
وعقب الإعلان عن بدء دخول تركيا الموجة الثانية من الفيروس، بدأت السلطات باستنفار قواتها الأمنية وكوادرها الصحية.
وبدأت أيضاً بحملات تفتيش ضخمة في عموم المدن التركية وخاصةً الكبرى منها مثل إسطنبول وغازي عنتاب، ومخالفة كل من يخالف التدابير الصحية المُعلَن عنها من قِبل وزارة الصحة.
من جهته، قال عبد المنعم العبد، وهو لاجئ سوري، يقيم في مدينة غازي عنتاب، لنورث برس، إن “ظروف السوريين في الوقت الحالي سيئة لأبعد درجة.”
وأشار “العبد”، وهو ناشط في المجال الإنساني، إلى أنه إذا تطورت المسألة ستكون أكبر كارثة على اللاجئين السوريين، “وخاصةً العمال السوريون الذين يعملون بالأجرة اليومية والأسبوعية.”
وأعلنت وزارة الصحة التركية، مساء أمس الجمعة، تسجيل /1612/ إصابة جديدة بالفيروس.
وبذلك ترتفع الحصيلة الإجمالية للمصابين إلى /276/ ألفاً و/555/ حالة، بينها /6564/ حالة وفاة، بحسب الصحة التركية.
وتقول إحصاءات رسمية تركية إن نحو /4/ ملايين سوري يعيشون في تركيا، يعاني غالبيتهم من ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة، في ظل شح الدعم الإغاثي المُقدَّم لهم إضافة لغياب الأجسام المعارِضة المدافِعة عن حقوقهم.