قدري جميل لـنورث برس: الظروف الموضوعية أصبحت ناضجة لإيجاد حلٍّ سياسي سوري

قامشلي – نورث برس

قال قدري جميل، أمين عام حزب الإرادة الشعبية السوري، الأربعاء، إن توقيعهم لمذكّرة تفاهم مع مجلس سوريا الديمقراطية يعود إلى نضوج الظروف الموضوعية لإيجاد حلّ سياسي سوري.

ووقعت إلهام أحمد نيابة عن “مسد” وقدري جميل عن “الإرادة الشعبية”، أمس الاثنين، في العاصمة الروسية موسكو مذكّرة تفاهم ضمّت خمس نقاط تتناول الحلَّ السياسي للبلاد.

وبحسب التفاهم، يدعم الطرفان ويعملان لتنفيذ القرار /2254/ كاملاً، بما في ذلك تنفيذ بيان جنيف وضمّ منصات المعارضة الأخرى إلى العملية السياسية السورية بما فيها “مسد”.

واتفقا كذلك على الالتزام بإيجاد حل ديمقراطي عادل للقضية الكردية في سوريا وفق العهود والمواثيق الدولية والإقرار الدستوري بحقوقهم، وبالحقوق القومية للسريان الآشوريين وجميع المكونات السورية.

وأضاف “جميل” في تصريحٍ خاص لنورث برس من موسكو، أن التطوّر الجديد هو نضوج الظروف والقوى السياسية “الطليعية” لهذا النوع من التقارب والتفاهمات السياسية.

وأشار رئيس منصة موسكو للمعارضة السورية إلى أن هذه القوى تأخذ بعين الاعتبار مصلحة الشعب السوري والبلاد بعيداً عن المصالح الحزبية الضيقة، على حدِّ تعبيره.

وقال إن مذكّرة التفاهم لا تعكس كامل البرنامج السياسي للطرفين، وإنه من الطبيعي أن يتوافق طرفان مختلفان على “قواسم مشتركة “.

وأضاف أن المباحثات بينهما استغرقت أكثر من شهرين متواصلين من “العمل الجاد” بين الطرفين السياسيين “بهدف تذليل جميع العقبات التي تقف في وجه الاتفاق”.

وأشار إلى أن أبرز العقبات التي واجهت الطرفين أثناء بحث مذكّرة التفاهم كانت مسألة المركزية واللامركزية في البلاد.

وقال إن حزبه يقف بالضدِّ من المركزية الموجودة في البلاد لأنها ساهمت في “تضعضع الكيان الاجتماعي والاقتصادي ونمو الفساد”، وإن المركزية الشديدة “تحرم الشعب” من حقوقه.

وأضاف أنهم بالمقابل لا يقبلون باللامركزية المطلقة التي تعني “شعبٌ بلا دولة”.

وتفاهم الطرفان على “دولة مركزية تدير الاقتصاد والدفاع و الخارجية، مع لامركزية تتيح صلاحيات كبيرة للشعب بإدارة قضايا الصحة والتنمية والتعليم و غيرها بمناطقه” بحسب “جميل”.

وأضاف أن علاقات الطرفين ليست بجديدة، وأنه يتفهم اهتمام الناس بالمذكرة وترقبهم بحذر لمآلات التفاهم لأن جميع محاولات الحلّ فشلت حتى الآن، وفق تعبيره.

وحول علاقة روسيا برعاية الاتفاق على مذكّرة التفاهم، قال رئيس منصة موسكو للمعارضة السورية إن الجانب الروسي لم يكن له علاقة بتحضير المذكّرة أو إعدادها أو صدورها.

وأضاف أنهم التقوا بالخارجية الروسية بناءً على طلب طرفي التفاهم “لاطلاع الروس على نتائج ما قمنا به”.

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قد التقى الطرفين السوريين أول أمس الاثنين، وأعرب عن “استعداد روسيا لمواصلة الإسهام في تمرير حوار شامل بين الأطراف السورية في أسرع وقت ممكن.”

وأضاف بيان للخارجية الروسية أن لقاء لافروف مع الطرفين السوريين شهد “بحثاً مفصّلاً للقضايا الملّحة للتسوية في سبيل التوصل لاتفاق شامل بسوريا بناء على قرار مجلس الأمن /2254/.”  

ورفض أمين عام حزب الإرادة الشعبية مقولة إن “مسد وقعت مع روسيا” مذكّرة التفاهم، أو اعتبار حزبه ممثلاً لروسيا، وأضاف “لا نقبل التوكيل من أي طرف.”

 واعتبر السياسي السوري أن الموقعين على المذكّرة هما “قوتان وطنيتان هامتان” وهو “ما أثار اهتمام الخارجية الروسية ودفعها لقبول طلب لقائنا”.

وقال “جميل” إن روسيا لم تدعم الحكومة وإنما الدولة السورية كي لا تنهار تحت ضربات الإرهاب.”  

وأضاف أن روسيا دعمت الحكومة في المحافل الدولية لأنها الممثل القانوني للدولة، فالحكومات تذهب وتجيء والدولة يجب أن تبقى، على حدِّ قوله.

واعتبر أن موقف روسيا “واضح من العملية السياسية وأنها تدعم القرار الأممي/2254/ والحوار السوري-السوري والتوافق بين جميع الأطراف والخروج من الأزمة.”

إعداد: عبدالحليم سليمان  –  تحرير: عكيد مشمش