تدريبات روسية تركية لأول مرة في إدلب.. ومحللون سياسيون يحددون المستفيد والمتضرر

إدلب ـ نورث برس

يشهد ملف منطقة خفض التصعيد الرابعة في إدلب شمال غربي سوريا تطورات متسارعة عنوانها الأبرز “المناورات العسكرية الروسية التركية”.

وتجري لأول مرة، مناورات عسكرية روسية تركية مشتركة، تم التدريب خلالها على استهداف الجماعات المسلحة التي ترفض المصالحة.

ورأى مراقبون أن تلك المناورات والتدريبات تأتي استكمالاً لتنفيذ اتفاق سوتشي، الموقع بين روسيا وتركيا في الخامس من آذار/ مارس الماضي.

في حين رأى آخرون أنها تحمل العديد من الرسائل وخاصة من الطرف الروسي، بعد الاستهداف المتكرر للدوريات المشتركة على الطريق الدولي (M4).

وقال “سامر إلياس” وهو محلل سياسي ومختص بالشأن الروسي لنورث برس، إن “هذه التدريبات هي تنفيذ للاتفاقيات السابقة وتأتي في إطار جهود الطرفين من أجل تسيير الدوريات المشتركة بشكل آمن”.

وأضاف أنها “تأتي في إطار محاربة التنظيمات المصنفة إرهابياً من قبل الجانبين في هذه المنطقة والتضييق عليها”.

وتعتبر روسيا هذه التنظيمات مصدر خطر أساسي عليها، كما تريد تركيا التخلص منها من أجل تسوية سياسية في الموضوع السوري، بحسب “إلياس”.

وأشار إلى أن تلك التنظيمات تتواجد بشكل كبير في إدلب ولها مراكز بين المدنيين في المنطقة التي تضم أكثر من /4/ ملايين سوري.

وأكثر ما تخشاه تركيا، هو أن تؤدي أي عملية شاملة في إدلب إلى موجات من النزوح باتجاهها.

وقال “إلياس”: “أعتقد أن الطرفين يتواصلان استخباراتياً من أجل تصفية هذه العناصر ومن أجل زيادة حركة الانشقاقات فيها”.

وسبق تلك المناورات إعلان الديبلوماسية التركية عن زيارة يجريها نائب وزير الخارجية التركي سادات أونال، إلى العاصمة الروسية موسكو.

وأشارت إلى أن الملف السوري على رأس ما سيتم مناقشته، إضافة لأمور عدة بخصوص ملف إدلب.

وشهد الطريق الدولي (M4) خلال آب/ أغسطس الماضي، استهدافات عدة من قبل مجهولين طالت الدوريات الروسية التركية المشتركة والتي تسببت بجرح عناصر روس وتضرر آليات تركية.

ومن هذا المنطلق، تأتي أيضاً أهمية التدريبات المشتركة بالنسبة للجانب الروسي.

وتريد روسيا تأمين الطريق الدولي الواصل بين الطريق الدولي (M4)، بما يضمن تجنب التأثيرات السلبية الكبيرة لعقوبات “قيصر”.

ولم يصدر أي تصريح أو تعليق من الجانب التركي على تلك المناورات والتدريبات، أو حتى توضيح الهدف منها.

وتناقلت بعض الصفحات ووسائل الإعلام عن اجتماعات روسية تركية تهدف إلى التوصل إلى حل سلمي يفضي إلى وقف إطلاق نار شامل”.

وأشارت إلى أن ذلك ما ترغب به أميركا وتسعى إليه روسيا.

وقال عمر حسون الهاشمي، وهو محلل سياسي تركي، لنورث برس، إن روسيا من خلال تلك التدريبات تسعى “لإخماد توتر يلفت نظرها عن أمنها القومي”.

وأشار “حسون الهاشمي” إلى أن “الأتراك يصرون على تنفيذ تفاهمات سوتشي، والتي تقضي بعودة السكان المهجرين إلى ما وراء النقاط التركية”.

كما يصرون على وجود مبادرات من جهة الروس لحل سياسي بعد أن فشلت كل تحركاتهم في جر المنطقة لحرب أخرى، بحسب “الهاشمي”.

وأضاف أنه “بخصوص التدريب تريد تركيا أن تطمئن الروس أنه لا وجود لجماعات إرهابية في إدلب”.

وأشار إلى أن تلك الجماعات إن وجدت، “فالنظام السوري هو من يرسلها عبر المناطق الوعرة وعبر عملائه في إدلب”.

من جانبه، قال سليم الخراط، وهو أمين عام حزب التضامن الوطني الديمقراطي، إن التحولات في إدلب “ليست مرهونة بشروطٍ واتفاقيات، بل تفرضها الوقائع والأحداث وحماية المصالح المشتركة بين روسيا وتركيا”.

والاثنين، قال مدير مركز حميميم للمصالحة في سوريا، ألكسندر غرينكيفيتش، إنه “تم اليوم في منطقة بلدة ترنبة بمحافظة إدلب تنفيذ أول تدريب مشترك لوحدات من الشرطة العسكرية الروسية والقوات المسلحة التركية”.

وأضاف أن “التدريب شمل عمليات الاستهداف الناري المشترك للجماعات التخريبية التابعة للعصابات المسلحة التي ترفض المصالحة، وسحب المعدات العسكرية المتضررة وتقديم المساعدة الطبية للمصابين”.

إعداد وتحرير: معاذ الحمد