تجار وصناعيون من عفرين يفتتحون مشاريع في مدينة حلب
حلب (نورث برس) – بدأ تجار وصناعيون مُهَجَّرون من منطقة عفرين بأعمال ومشاريع جديدة في مدينة حلب، شمالي سوريا، مشابهة لتلك التي خسروها بعد سيطرة تركيا وفصائل المعارضة التابعة لها على المنطقة منذ حوالي عامين ونصف.
وكان الاجتياح التركي قد تسبّب بنزوح ما يزيد عن /300/ ألف شخص من سكان عفرين الأصليين إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية شمالي البلاد ومناطق الحكومة السورية.
وقال عصام ترك (٤٥ عاماً)، الذي ينحدر من قرية غزاوية بناحية شيراوا في عفرين، إنه استطاع مؤخراً شراء عدد من ماكينات التطريز في مدينة حلب، من أجل إعادة المساهمة في العجلة الاقتصادية التي اعتاد عليها بعد أن خسر كلَّ ما يملكه جراء النزوح من عفرين.
وأضاف، في حديثه لـ”نورث برس”، أن وضعه الاقتصادي كان “جيداً” في عفرين حيث كان يملك ورشة تطريز فيها قبل النزوح إلى حلب.
لكن “ترك” يبدو راضياً عما أنجزه من أجل الاستمرار في الحياة، “فنحن شعبٌ نحبُّ العمل”.
وافتتح مُهَجَّرون من عفرين ، خلال العامين الماضيين، محال ألبسة ومطاعم وكافيتريات ومعامل، بالإضافة إلى محال تجارية أخرى ذاع صيتها في أسواق حلب.
وقال محمد زيبار (٥٠ عاماً)، الذي ينحدر من قرية شاغل بناحية جنديرس في عفرين، إنه افتتح محلاً بسيطاً لبيع الألبسة الجاهزة وسط مدينة حلب لإعالة أسرته.
وأضاف: “كنت أعمل متعهداً للبناء في عفرين وكان لديّ ثمان ورشات بناء، لكنني خسرتها كلها بسبب النزوح، ورغم تلك المأساة لم أتوقف عن العمل”.
وكانت منطقة عفرين تحتضن المئات من المنشآت الصناعية والتجارية، أبرزها معامل معالجة المنتوجات الزراعية ومعاصر الزيتون ومعامل الألبسة قبل السيطرة التركية عليها في آذار/مارس 2018.
وتقول دراسة أعدَّها موقع “اتجاهات الشرق الأوسط”، إن الفصائل المسلّحة التابعة لتركيا استولت على معامل للزيتون والبيرين، وأخرى لأكياس النايلون وأنابيب الري والتنك، ومصانع المخلّلات والمربّى، وسرقت معدّاتها.
وقال أحمد سيدو (46 عاماً)، وهو منتج لألبسة الجينز، إنه افتتح مؤخراً في حلب مشغلاً صغيراً يحتوي على /٤٠/ آلة خياطة.
ولفتَ إلى انتقال حوالي /٩٠٠/ منتج ألبسة من منطقة عفرين إلى مركز مدينة حلب، والذين حققوا تأثيراً إيجابياً في السوق الحلبية جراء المنافسة في الجودة والأسعار، وفق قوله.
وذكر “سيدو” أنه كان يملك معملاً لإنتاج الألبسة الجاهزة في عفرين، إلى جانب معامل أخرى كانت قد جعلت من عفرين أحد مصادر الألبسة الجاهزة لعموم المناطق السورية وبعض الدول المجاورة.
وأضاف أن “أبناء عفرين استطاعوا أن يؤثروا إيجاباً على قطاعات اقتصادية في حلب، لا سيما مع غياب أصحاب معامل كبرى بحلب”.