إعزاز (نورث برس) – يدفع سكان في مناطق سيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، مبالغ طائلة للمهرّبين وعناصر من الفصائل المسلّحة للوصول إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية، وذلك بعد إغلاق المعابر بين الجانبين.
ومعظم هؤلاء طلبة يتوجهون لمناطق سيطرة الحكومة السورية لتقديم امتحانات أو مرضى يسعون للحصول على علاج في مشافي حلب ودمشق خاصةً.
وقالت ناهد “أم محمد” (46 عاماً)، من أهالي قرية عرب سعيد غرب إدلب، إنها دفعت ثلاثة آلاف دولار حتى استطاعت العبور لمناطق سيطرة الحكومة لنقل زوجها لأحد مشافي العاصمة دمشق.
وأضافت: “احتاجَ زوجي لعملية مستعجلة في الشرايين، ولشحّ الإمكانات الطبية في مشافي ريفي إدلب وحلب وعدم حصولنا على تحويلة إلى مشافي تركيا، قررتُ نقله إلى مشافي دمشق لتلقي العلاج”.
وبعد الاتفاق مع ضابط من الجيش الوطني في منطقة الباب، شرق حلب، وبعد تنسيقه مع أشخاص في مناطق سيطرة الحكومة، تم تأمين طريق تهريب عبر معبر أبو الزندين في الباب، وفق ما تروي “ناهد”.
واضطرت الزوجة لدفع مبلغ ثلاثة آلاف دولار مقابل نقل زوجها بسيارة حتى دمشق، ليخضع للعملية بعد أسبوع من وصوله.
وكان معبر العيس في ريف حلب الجنوبي، آخر معبر يربط بين مناطق سيطرة الحكومة السورية ومناطق المعارضة المسلّحة في إدلب، قد أُغلِق في الـ/7/ من شباط/فبراير الماضي.
وتحوّل المدنيون ممن يضطرون للتوجّه لمناطق الحكومة، إلى معبر أم الزندين في الباب بريف حلب الشرقي ومعبري أم جلود وعون الدادات بمنبج، لكن الحركة توفقت بهذه المعابر أيضاً في آذار/مارس الفائت بعد تفشي وباء كورونا.
وأُعيد فتح معبري عون الدادات وأم جلود، في نيسان/أبريل الفائت، أمام الحركة التجارية فقط دون المدنيين.
وقال عبد الرزاق الضحيك (44 عاماً)، وهو من سكان مدينة أعزاز، إن إرسال أولاده الثلاثة لمدينة حلب لتقديم امتحاناتهم عبر منبج ثم الطبقة، كلَّفه مبلغ عشرة ملايين ليرة سورية.
ولا تخلو طرق التهريب عادةً من مشكلات قد يتعرض لها العابرون منها، ولا سيما الرجال الذين قد ينتهي بهم الحال للاعتقال على يد هذا الفصيل أو ذاك، أو دفع مبالغ مالية إضافية أكثر مما تم الاتفاق عليها مع المهربين، بحسب ما تحدّث به سكانٌ قطعوا تلك الطرق .
وقال أبو عبدو الحمصي، وهو اسم مستعار لشخص يعمل في التهريب بين مناطق سيطرة المعارضة والحكومة، إن التنقّل من مدينة جرابلس الخاضعة لسيطرة المعارضة المدعومة من تركيا إلى حلب الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية يمرُّ بمراحل عدة.
وأضاف أنه يوجد طريق تهريب للخروج من مدينة جرابلس لقاء مبلغ مالي يتراوح بين /100/ و/200/ دولار للشخص الواحد، يستطيع بعدها التوجه إلى مدينة منبج الواقعة تحت سيطرة الإدارة المدنية التابعة للإدارة الذاتية.
وقال إن التنقّل مسموحٌ من منبج إلى الطبقة بعد تأمين كفالة ضمن مناطق الإدارة الذاتية، “ومن الطبقة يستطيع الشخص الخروج إلى مدينة حلب الواقعة تحت سيطرة النظام ومنها إلى باقي المحافظات السورية”.
لكنه أشار إلى احتمال “القبض عليهم أو دفع مبالغ مالية ضخمة للجبهة الشامية المسيطرة على المعبر من جهة جرابلس”.