كورونا يفاقم معاناة سكان بلدة بـ”إقليم الفرات” بتأخير مشاريع خدمية

كوباني (نورث برس) – خلفت جهود منع انتشار فيروس “كورونا” المستجد في بلدة صرين بـ”إقليم الفرات” شمالي سوريا، تأخيراً في تنفيذ عدة مشاريع خدمية بعد خفض ميزانيتها إلى النصف لصالح دعم القطاع الصحي لمواجهة انتشار الوباء، وفق مسؤولين محليين.

ويعاني سكان أحياء عدة في بلدة صرين وريفها، من مشكلة عدم توفر مياه الشرب وكذلك تضرر شبكة الصرف الصحي ما فاقم من معاناتهم التي تعود لعدة سنوات.

وقال إسماعيل البرهاوي (39 عاماً) من حي “صرين الجنوبي”، إن أكثر من /100/ عائلة في الحي تعتمد على “الجور الفنية” بدل شبكة الصرف الصحي.

وأضاف لـ “نورث برس” بأن “معاناتهم” تزداد خلال فصل الشتاء بسبب تراكم الطين في ظل غياب مصارف لمياه الأمطار في الشوارع.

وأشار “البرهاوي” إلى أن “الجور الفنية” تحتاج إلى شفاطات لإفراغها عند الامتلاء، ويضطر معظم السكان إلى طلب شفاطات من مدينة كوباني لإفراغ جورهم.

وتقدم سكان البلدة بعدة شكاوى بخصوص مشكلة الصرف الصحي إلى بلدية الشعب في صرين “إلا أنهم لم يتلقوا رداً حتى الآن”، وفق “البرهاوي”.

وقال حازم حمدان (52 عاماً) من قرية “رأس العين” /4/ كم شرقي صرين، إن نحو /200/ عائلة في القرية يعانون من مشكلة تعذر وصول مياه الشرب.

وأضاف أن مشروع مياه الشرب الذي تم تنفيذه عام 1974 لضخّ المياه إلى سبعة قرى شرقي بلدة صرين، تضرر خلال فترة سيطرة فصائل المعارضة المسلحة و تنظيم الدولية “الإسلامية”(داعش) على المنطقة.

وأشار “حمدان” إلى أن “المشروع تضرر خلال فترة سيطرة الجيش الحر فاضطر الناس لإصلاحه على نفقتهم، فيما تعرضت معدات المشروع للسرقة خلال فترة سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”(داعش)”.

ويحتاج المشروع بحسب سكان القرية، إلى محولة كهربائية أو منظم كهربائي بالإضافة إلى لوحة كهربائية وصيانة غطاس المياه المغمور في البئر.

وقال “حمدان” لـ “نورث برس”: “منذ تأسيس الإدارة الذاتية تقدمنا بطلب إلى بلدة الشعب في صرين ومديرية المياه إلا أن المشروع لم يتم إصلاحه”.

وأضاف: “نضطر غالباً إلى جلب المياه من الآبار المنزلية لدى جيراننا، أو شرائها من الصهاريج بتكلفة تبلغ وسطياً /15/ ألف ليرة سورية كل شهر”.

ومن جهته قال مصطفى مسلم، الرئيس المشارك لبلدية صرين إن “إصلاح شبكة الصرف الصحي كان ضمن مخططهم السنوي لهذا العام، لكن تنفيذه تأخر بسبب الاجراءات المتخذة للحد من انتشار وباء كورونا”.

وأضاف في حديث لـ”نورث برس”: “انتقلت أغلب الميزانية المخصصة لمشاريع البلدية إلى القطاع الصحي، ما تسبب بتأخير وتوقف بعض المشاريع الخدمية”، حسب قوله.

وقال أيضا: “أنهينا توسيع شبكة الصرف الصحي في حي صرين شمالي بطول /5/ كم، ونعمل حالياً على مشروع لتمديد حجر الرصيف بطول /2/ كم تجهيزاً لمد مادة الإسفلت على الطريق”.

وتعليقاً على مشكلة مياه الشرب قال “مسلم”: “مشكلة مياه الشرب في بلدة صرين تتفاقم في كلّ صيف، حيث توجد مشاكل في الشبكة الرئيسية بسبب بعض التجاوزات”.

وأضاف أن مشكلة المياه في الريف الشرقي وخاصة في قريتي “رأس العين” “السلطاني”، وقرى أخرى قريبة من صرين هي مشكلة دائمة حيث يعاني السكان من عدم وجود مياه للشرب.

وأشار إلى أن إصلاح مشروع المياه في قرية “رأس العين” وتوسيع شبكة المياه في حي “صرين قبلي” بطول /3/ كم سيحل نصف مشاكل المياه في البلدة وريفها ويخدم نحو /5700/ عائلة.

وفي وقتٍ سابق، طالبت بلدية صرين من هيئة الإدارة المحلية في “إقليم الفرات” بتنفيذ مشاريع جديدة للمياه، وكذلك من المنظمات الإنسانية بتقديم دعماً للمشاريع.

ولكن نقص ميزانية هيئة الإدارة المحلية وإهمال المنظمات الإنسانية حال دون ذلك، حسب “مصطفى مسلم”، الرئيس المشارك لبلدية صرين.

إعداد: فتاح عيسى – تحرير: هوكر العبدو