تباين مواقف سكان شيخ مقصود حيال إرسال أبناءهم للمدارس في ظل تفشي كورونا

حلب (نورث برس) – مع اقتراب موعد افتتاح المدارس، تتباين مواقف سكان أحياء شيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب من إرسال أبنائهم إلى المدارس بسبب تفشي وباء كورونا.

لا سيما وأن حلب باتت تحتل المرتبة الثانية بعد دمشق بعدد الإصابات، فالعدد الإجمالي بلغ /369/ إصابة حسب موقع وزارة الصحة السورية حتى يوم الأمس الثلاثاء.

وكان مجلس الوزراء في الحكومة السورية قد أصدر قراراً بافتتاح المدراس في الـ/13/ من أيلول/سبتمبر القادم، وذلك بعد الاطلاع على البروتوكول الصحي الذي قدمته وزارة التربية السورية للعام الدراسي الجديد.

وقالت روهان محمد خليل (36 عاماً) إنها ستمتنع عن إرسال أطفالها الثلاثة للمدرسة بسبب خشيتها من إصابتهم ونقلهم العدوى لمن في المنزل، إضافة أنها تعاني مرض ضيق التنفس “الربو”.

وأضافت: “سأقوم بتدريسهم في المنزل، فالدراسة مهمة ولكن الصحة أهم، وأنا لا أستطيع أن أقتنع بالإجراءات الاحترازية التي أقرتها الحكومة بخصوص المدارس”.

وقالت أيضاً: “نحن نرى الإجراءات التي لا يطبق منها شيء على أرض الواقع، فهم لم يستطيعوا حتى الآن فرض الكمامة على العامة، فكيف على أطفال صغار لا يدركون جيداً حتى الآن ما هو كورونا”.

وأصدرت وزارة التربية السورية بروتوكولاً صحياً يتضمن التدابير الوقائية للعودة إلى المدارس لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد.

ويتضمن البروتوكول الصحي سلسلة إجراءات، أبرزها التحاق التلاميذ بأقرب مدرسة إلى منزلهم، تجنباً لاستخدام وسائط النقل مع ضرورة منح إجازة إدارية للتلاميذ والمعلمين ممن تظهر عليهم أعراض تنفسية مشتبه بها.

فضلاً عن تعيين مشرف صحي والاهتمام بالتعقيم، إلى جانب الحرص على مراقبة الأطفال ومتابعة ظهور أية علامات وأعراض تنفسية في موازاة مراقبة صحية مستمرة.

ورأت سلوى علي (30 عاماً)، وهي أم لطفلين في المرحلة الابتدائية، أن عليها إرسال أولادها إلى المدرسة “لأن من غير المعقول حرمان الأطفال من التعليم بسبب انتشار فيروس كورونا، لأنه أصبح أمراً يجب على الجميع التأقلم معه”.

وألقت سلوى مسؤولية توعية الطلاب للتقيد بإجراءات السلامة على عاتق أولياء الأمور، “فيجب على الأهالي تنبيه أولادهم بعدم المصافحة وتقبيل أصدقائهم والالتزام بوضع كماماتهم، فليس من المنطق أن نحمّل الكادر التدريسي وحده كل المسؤولية”.

وأضافت: “أنا مقتنعة بالإجراءات التي سيقوم بها الكادر التدريسي في المدارس لأنهم في النهاية آباء وأمهات ولديهم أبناء يرتادون المدارس أيضاً، فمن المستحيل أن يحصل أي إهمال أو تقصير من اتجاههم”.

وبخصوص الإجراءات الاحترازية في المدارس المشتركة ما بين لجنة التعليم المجتمع الديمقراطي ووزارة التربية التابعة للحكومة السورية والتي تُدرس فيها اللغة الكُردية ثلاث ساعات أسبوعياً إلى جانب المنهاج الحكومي.

قالت روجين قلندرة، الرئيسة المشاركة للجنة تعليم المجتمع الديمقراطي في حلب، إن جملة من الاجراءات ستطبّق في المدارس المشتركة.

وستعقم الصفوف بشكل يومي وسيكون هناك تباعد مكاني ومعلمة مختصة لتعليم الطلاب التقيد بتعليمات الصحة العامة، وسيتم افتتاح مدرستين إضافيتين بغية تقليل الازدحام في الصفوف، بحسب لجنة التعليم التابعة للإدارة المدنية في شيخ مقصود.

وأشارت الرئيسة المشاركة للجنة تعليم المجتمع الديمقراطي في حلب إلى وجود تنسيق بين اللجنة ومديرية التربية بحلب بخصوص افتتاح المدارس، ولكن “حتى الآن لم يتم تحديد آلية استقبال الطلاب ولكن سنناقش الأمر خلال الأيام القليلة القادمة للاتفاق حول آلية مشتركة”.

ولم يكن العام الدراسي الماضي قد اكتمل بعد حين أُغلقت المدارس في آذار/مارس وذلك للوقاية من تفشي فيروس كورونا في سوريا.

وأما في “مدرسة الشهيد قهرمان عفرين” والتي تدرس فيها منهاج الإدارة الذاتية فقط من الصف الأول وحتى العاشر سيكون عدد الطلاب في كل صف لا يتجاوز خمسة عشر طالباً، بحسب لجنة تعليم المجتمع الديمقراطي في أحياء شيخ مقصود والأشرفية.

وأضافت روجين: “وسيكون هناك معلمة معينة خصيصاً لتعليم الأطفال أساسيات التقيد بالإجراءات الاحترازية، كما سيكون هناك تنسيق مباشر ما بين لجنة التعليم الديمقراطي والمجلس الصحي في الحي”.

إعداد: زين العابدين حسين – تحرير: روان أحمد