لا طرق لمكافحتها.. “نبتة ضارة” تغزو حقول المزارعين في هجين شرقي دير الزور
دير الزور – زانا العلي/جيندار عبدالقادر – نورث برس
تغزو نبتة “الباذنجان البري”، مساحات واسعة من حقول المزارعين بريف بلدة هجين في الريف الشرقي لمدينة دير الزور شرقي سوريا، الأمر الذي يثير سخطهم مع تردي الأحوال الاقتصادية وعجز الجهات الرسمية عن إيجاد حلولٍ لها.
ويُعتَبرُ “الباذنجان البري” من الأعشاب المعمِّرة عريضة الأوراق وسريعة الانتشار، وتُعرَفُ بتحمّلها للظروف القاسية، وتنتشر غالباً في أراضٍ غير مزروعة.
ويعتمد مزارعو بلدة هجين، في مدخولهم وأمنهم الغذائي، على إنتاج الخضار الصيفية والمزروعات الموسمية، ما يلعب دوراً هاماً في استقرارهم بالمنطقة.
ونتيجة المعارك التي دارت بين تنظيم “داعش” وقوات سوريا الديمقراطية، تدمَّرت البنية التحتية في البلدة وتضرّر القطاع الزراعي بشكلٍ خاص.
وانتهت تلك المعارك بسيطرة “قسد” على البلدة في الـ/14/ من كانون الأول/ديسمبر 2018.
ويقول المزارع محمد الحمد (50 عاماً)، وهو من سكان بلدة هجين، في حديثه لـ”نورث برس” حول تضرّر محاصيله الزراعية خلال موسم هذا العام: “ما نقدر عليها، والله دمّرتنا”.
ويضيف: “نقوم بقلعها ولكن دون فائدة، تعيد الانتشار وبكثافة، لذا فالمحصول يتراجع ولا نستفيد منه”.
و”تعجز” لجنة الزراعة التابعة لمجلس دير الزور المدني في بلدة هجين، عن مواجهة هذه النبتة والتي تحوّلت بحسب المزارعين إلى وباءٍ باتَ ينتشر في كافة الأراضي الزراعية.
وقال خليل المحمد، رئيس لجنة الزراعة في بلدة هجين، إن “الباذنجان البري يتكاثر بعدة طرق منها طرق الري التقليدية (سفح المياه بين الأراضي)، وترك الأراضي بدون زراعة (أرض البور)”.
وأضاف لـ”نورث برس” بأنه لا توجد أي مبيدات للقضاء على النبتة التي أصبحت وباءً في المنطقة، حيث أنهم قاموا بتجربة عدة مبيدات لكنها كانت تعيد الانتشار من خلال جذورها، حسب قوله.
وقال “المحمد” إن الحل الوحيد هو “المكافحة الميكانيكية” من خلال القلع والاستمرارية في زراعة الأراضي، لكنها بحاجة إلى الأيدي العاملة وتُعتَبرُ طريقةً ذات تكاليف عالية، ومن الصعب القيام بها، على حدِّ قوله.
وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية في منطقة هجين /200/ ألف دونم تمتد من قرية البوحمام (/20/ كم غرب البلدة) إلى تخوم بلدة الباغوز (/30/ كم شرقها).
وبحسب “المحمد”، فإن أكثر من نصف هذه المساحة غير مزروعة بالمحاصيل، ما يتسبب بارتفاع نسبة انتشار النبتة.
وقال: “طالبنا لجنة الزراعة العامة في مجلس دير الزور المدني بتزويد جمعيات المزارعين بجرارات زراعية لفلاحة الأراضي، لكن حتى الآن لم تتوفر هذه الآليات”.
ومن جهته، قال جمال الهتيمي (40 عاماً)، وهو مهندسٌ زراعي من هجين، إن “نبتة الباذنجان البري تستعيد نشاطها الخضري بعد شهر شباط من كل عام”.
وأضاف في حديثٍ لـ”نورث برس”: “من المستحيل القضاء عليها لذلك كان المزارعون سابقاً يبدؤون خلال شهري نيسان/أبريل وأيار/مايو بحملة تنظيف الأراضي لتخفيف انتشارها”.
وفي وقتٍ سابق، كانت تجري حملات مكافحة كيميائية في أراضٍ غير مزروعة، يُستَخدَمُ فيها مبيدٌ عشبي عام يحوي مادة فعالة تُسمّى “الكلايفوسيد”، بإمكانها القضاء على جميع النباتات الموجودة في الأرض.