حلب – نورث برس
ينتقد سكان الأحياء الشرقية لمدينة حلب ما يصفونه بـ”إهمال وتقصير” الحكومة في مد هذه الأحياء بالتيار الكهربائي، رغم مرور أربع سنوات على استعادة القوات الحكومية السيطرة عليها.
ويتهم هؤلاء السكان المؤسسات الحكومية بتعمد مد الكهرباء في الأحياء الغنية وإهمال الأحياء “الفقيرة”.
وتغيب الكهرباء عن أحياء “الهلك وبستان الباشا وهنانو والجزماتي وبعيدين والسكري والأنصاري بشكل كامل”، بينما تصل لأجزاء بسيطة من “الهلك والكلاسة والشّعار وسليمان الحلبي”.
وتسببت المعارك قبل أربع سنوات بدمار شبه كامل للبنية التحتية في حي الهلك، وبعد انتهائها عادت بعض العائلات إلى الحي في حين ينتظر الكثيرون تحسن قطاع الخدمات حتى يتمكنوا من العيش فيه.
ويقع حي الهلك على التخوم الشمالية لحي الميدان الذي يتمتع بتوفر الخدمات والكهرباء، في وقت يعيش سكان الهلك على كهرباء المولدات الخاصة “الأمبيرات”.
وقال عابد محمد الآغا، (30 عاماً) وهو من سكان حي الهلك، “ترهقنا كهرباء الأمبيرات وتستنزف مواردنا المالية الشحيحة أصلاً، فسكان الحي هم من ذوي الدخل المتدني والمحدود”.
ويصل سعر الأمبير الواحد من المولدات الخاصة، إلى أربعة آلاف ليرة سورية أسبوعياً.
واعتبر الآغا إمداد القسم الغربي من المدينة بالكهرباء “تمييزاً طبقياً” من قبل الحكومة السورية.
وقال عمر أبو الخضير، وهو بائع خضروات في حي السكري، “هل من المعقول أن تمر أربع سنوات على دخول الجيش السوري إلى أحياء حلب الشرقية دون أن يحرك ساكناً ويضع حداً لمعاناتنا”.
وأضاف “أبو خضير”: “الحكومة لا تُسْمِعنا سوى الكلام المعسول الفارغ من أي معنى”، فزيارة وفد وزاري في مطلع هذا العام “لم يقم بشيء حيال أوجاعنا سوى اعطائنا جرعة من الأمل”.
وقال: “لا ندري متى نبصر الكهرباء، فهل لأننا فقراء لا تلتفت الحكومة إلى صراخنا وأوجاعنا، فيما الأحياء الغربية الأكثر غنى يسمعون صوت سكانها”.
وفي شباط/فبراير الماضي زار وفد حكومي برئاسة رئيس الوزراء السابق، عماد خميس، مدينة حلب، بهدف “إقرار خطة تنموية اقتصادية وخدمية وبشرية للمناطق التي استعادتها القوات الحكومية”.
وقالت ريم نور الدين خواتمي (45 عاماً)، وهي ربة منزل وتعيش في حي الكلاسة. “نصف الحي يتمتع بالكهرباء فيما النصف الآخر يغرق بالظلام”.
وأضافت: ” قاموا بمد شبكة الكهرباء في القسم الغربي من الحي حيث المعامل والمصانع والصالات التجارية، بينما الأقسام الأخرى حرمت من الكهرباء”.
وقامت مؤسسة الكهرباء بصيانة جزئية لشبكة الكهرباء في أحياء حلب الشرقية منتصف عام 2018، بعد عامين من دخول القوات الحكومية، في حين لا تزال المرافق العامة والبنى التحتية شبه مدمرة.
وقال محمد الصالح، وهو مدير كهرباء حلب، لـ “نورث برس” إن سبب التأخير “يرجع لحجم الدمار الذي تعرضت له المنشآت الكهربائية على الجماعات المسلحة”.
وأضاف: “عملياً نحن نضع اللمسات الأخيرة للمشكلة الأكبر للكهرباء، فقد تم تركيب أكثر من /300/ مركز تحويلي في مختلف الأحياء الشرقية، وحوالي /400/ محولة سيتم تركيبها خلال فترة وجيزة”.
ولفت صالح إلى أن المخطط والدراسات “جاهزة وهي قيد التنفيذ”، والتأخير يتعلق بالإضافة لموضوع لحجم الدمار إلى تأمين المحولات وصيانتها، “فنحن نعيش في ظرف اقتصادي استثنائي”.