موسم الأشجار المثمرة في الرقة.. انخفاض في قيمة الإنتاج وشكاوى من قلة الدعم
الرقة- أحمد الحسن- نورث برس
أثر انتشار كورونا والإجراءات الاحترازية من تفشي الفيروس في شمال شرقي سوريا على أسعار إنتاج الأشجار المثمرة في ريف الرقة، حيث اضطر معظم المزارعين لبيع إنتاجهم للتجار بأسعار أقل من العام الماضي.
وجرى ذلك وسط ارتفاع مستلزمات الزراعة و”قلة الدعم” المقدم من قبل لجنة الزراعة في المجلس المدني.
وقال عبد الرحمن الحسين (34عاماً)، وهو مزارع من قرية كسرة فرج /3/ كم جنوب الرقة، إن انتشار كورونا وإغلاق المعابر والطرق أثر سلبياً على تصريف إنتاجهم هذا العام.
وأضاف: “لم أستطع هذا العام أن أبيع محصولي، واضطررت أنا وجميع مزارعي المنطقة لبيع المحصول للتجار بأسعار متدنية مقارنة بالعام الماضي”.
وأشار الحسين الذي يملك أربع دونمات مزروعة بأشجار الخوخ إلى أنه قام ببيع إنتاج حقله هذا العام بمليون ومئتي ألف ليرة سورية أي ما يعادل/500/ دولار.
ووصلت قيمة إنتاج العام الماضي إلى نحو مليون ليرة سورية لكنها كانت تعادل/2000/ دولار، “لذا الفارق كبير جداً وكل هذا بسبب إغلاق المعابر وتحكم التجار بنا”.
وتعتبر منطقة الكسرات السلة الغذائية التي تزود المنطقة بمختلف أنواع الفواكه الصيفية كما سبق أن تم تصديرها إلى العراق، بحسب مزارعين من المنطقة.
ويقول مزارعون من منطقة الكسرات، إن مساحة الأراضي المزروعة بالأشجار المثمرة تبلغ أكثر من ستة آلاف دونم.
ولفت الحسين إلى أن الدونم الواحد يتسع لزراعة /50/ شجرة من الخوخ، “تنتج كل شجرة ما بين /100/ إلى /200/ كغ من الخوخ خلال الموسم الواحد والذي يتم قطافه في بداية شهر حزيران/يونيو من كل عام”.
وانتقد فايز الكريدي(35عاماً) وهو مزارع من قرية كسرة فرج، قلة الدعم المقدم من لجنة الزراعة والمنظمات الدولية العاملة في الرقة.
وأشار “الكريدي” إلى أن قيمة إنتاج الأشجار المثمرة لم يعد يسدد مصاريف زراعتها بسبب ارتباطها بالدولار وانهيار قيمة الليرة السورية، “حيث يحتاج الدونم الواحد إلى كيسين من الأسمدة والتي يبلغ ثمنهما حوالي /90/ ألف ليرة سورية”.
وقال: “الدونم الواحد يستهلك ما يقارب/70/ ألف ليرة سورية كثمن للمبيدات الحشرية والمخصبات والأدوية التي تستعمل لتثبيت الأزهار، ويتم احتساب ثمنها بالمجمل بالدولار، كما أن نوعية هذه الأدوية لا تعطي النتيجة المرجوة”.
وأضاف، أن هناك مصاريف أخرى تترتب على زراعة الأشجار المثمرة، “كالأيدي العاملة التي نستأجرها لتنظيف الحقل من الأعشاب الضارة ومصاريف القطاف”.
وطالب “الكريدي” بدعم المزارعين بالأسمدة والأدوية ومادة المازوت لري حقولهم، “حفرنا آباراً على نفقتنا ضمن بساتيننا لري الأشجار أثناء انقطاع المياه”.
وقال حيدر الموسى، وهو رئيس مكتب الإرشاد في لجنة الزراعة التابعة لمجلس الرقة المدني إن دعم اللجنة لمزارعي الأشجار المثمرة في الرقة يقتصر على تزويد كل مزارع بنصف لتر من مادة المازوت لكل شجرة خلال الموسم.
ويقدر عدد الأشجار المثمرة في كامل ريف مدينة الرقة بنحو مليوني شجرة، بحسب رئيس مكتب الإرشاد في لجنة الزراعة حيدر الموسى.